جواد مكرم /le12.ma

 

لم يمر على القرار الحكومي الارتجالي، الصادر مساء اليوم عن وزارتي الداخلية والصحة حول منع التنقل في انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش، سوى ساعات حتى دخلت عدد من المدن فيما يشبه الفوضى، بينما وجهت إنتقادات لاذعة للحكومة جراء هذا القرار المفاجئ.

وتعرف في هذه الأثناء مختلف المحاور الطرقية، خاصة تلك الرابطة بين  فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش ومدن أخرى، حالات ضغط قوي وازدحام شديد، جراء دخول عدد من المواطنين في سباق مع الزمن لمغادرة المدن المشمول بقرار وزارتي الداخلية والصحة، قبل دخوله حيز التنفيذ منتصف الليلة.

وعرفت محطات طرقية، خاصة بالمدن الكبرى خاصة بمحطة اولاد زيان بالدار البيضاء والقامرة بالرباط، وبجلود بفاس، وباب دكالة في مراكش، توافد عدد هائل من المسافرين، أمام عجز الحافلات عن تلبية الطلبات.

وصب عدد من المواطنين جام غضبهم على حكومة سعد الدين العثماني، زعيم حزب العدالة والتنمية، بسب قرارها المفاجئ الذي أربك ترتيبات المواطن والأسر.

ودخل صحفيون ومدونون على خط منتقدي، قرار الحكومة واصفين إياها بالعشوائي والارتجالي، الذي لا يحترم المواطن.

وكتب الزميل مصطفى الفن مدير تحرير موقع “ادار”،  “صحيح أن الدولة مطالبة باتخاذ القرارات المؤلمة وغير الشعبية لحماية مواطنيها من هذا الفيروس الذي بدا هذه الأيام الأخيرة أكثر وحشية من ذي قبل، وصحيح أيضا أن الدولة مطالبة بأن تكون حازمة أمام التهور والاستهتار بالتدابير الاحترازية من طرف بعض المواطنين..لكن هذا لا يمنع من القول إن قرار اليوم الذي قضى بمنع التنقل من وإلى بعض المدن هو قرار عشوائي وارتجالي ومتسرع”.

مضيفا:”كان المفروض أن تمنح الدولة للمواطنين آجالا معقولة قبل تنزيل هذا القرار الذي أربك حياة الأسر المغربية وأربك حياة شعب بكامله في عز هذه الاستعدادات الجارية لعيد الأضحى”.

صورة كازا 24
صورة كازا 24

وكتب الزميل عبد الرحيم أريري، مدير تحرير جريدتي  “الوطن” و”انفاس” متسائلا :”كيف يعقل أن تباغث الحكومة الشعب بقرار خطير من قبيل منع التنقل من وإلى مجموعة من المدن دون أن تفسر وتشرح حيثيات القرار لتهيئة الرأي العام لتبعاته، وبدون أن تعطي مهلة بسيطة للمواطنين لتدبر أحوالهم حتى نتجنب خلق مغاربة عالقين داخل وطنهم”.

مضيفا”:هل نسينا فاجعة تخلى الحكومة عن التكفل بالمغاربة العالقين  بالخارج، والذين عانوا محنا عصيبة في الغربة دون سند ودون حماية أو رعاية! ماهي الضمانة لتتكفل “حكومة اللاكفاءات” بالمغاربة الذي سيجدون أنفسهم ابتداء من منتصف ليلة الأحد 26 يوليوز 2020 عالقين داخل وطنهم: بمدن وارزازات والناظور وإفران وأكادير والراشيدية والعيون والداخلة وغيرها والذين كانوا في تنقل مهني أو عائلي أو سياحي وسيصبح ممنوع عنهم التنقل بمقتضى قرار فجائي وديكتاتوري؟”.

ومضى مدونا :”المغرب ملك للمغاربة وليس ملكية محفظة باسم العثماني وأعضاء حكومته ليعيثوا في البلاد والعباد فسادا وتخبطا !”.

من جهته كتب الزميل نور الدين اليزيد مدير موقع “الناس”، :”الأخبار الواردة من المحطات الطرقية للنقل العمومي ومن محطات القطار، التي تفيد باحتشاد المواطنين وازدحامهم بعد تفاجئهم بقرار منع التوجه لعدد من المدن.. هي نقطة سوداء في مسار سياسة عمومية كان من المفروض على السلطات تفاديها، على الأقل بالنظر للتجربة التي اكتسبتها طيلة نحو أربعة أشهر من المواجهة مع كورونا..”.

مضيفا:”طيلة هذه المدة كانت هناك بعض القرارات المتسمة بطابع الارتجالية والتخبط، ودائما كان مبرر حجم خطر الوباء يشفع للمسؤولين ذاك الارتباك، لكن أن يتعلق الأمر بمناسبة دينية يعرف الجميع زمنها وطقوسها المصاحبة، فإن ذلك يجعل من الصعب على المرء تقبل هفوات من هذا القبيل في إدارة الأزمة.. ومن الصعب تقبل قرارات آخر ساعة..”.

وخلص الى القول :”ننتقد مثل هذه المواقف فقط لأننا لا نريد أن يذهب سُدى مجهود جبار قامت به السلطات المعنية تستحق عليه التنويه والإشادة وأن لا مكان لمثل هذه الهفوات التي تلطخ المشهد العام وتجعله مُشوّشا قليلا!”.

وكان بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصحة، قد أفاد أنه أخذا بعين الاعتبار للارتفاع الكبير، خلال الأيام الأخيرة، في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” بمجموعة من العمالات والأقاليم، فقد تقرر ابتداء من يومه الأحد 26 يوليوز عند منتصف الليل، منع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *