أتوجه إليكم اليوم سمو الأمير مولاي هشام، مع التقيد بالاحترام الواجب للأسرة الملكية وأنتم عضو فيها، لتذكيركم بأنكم كنتم سبباً رئيسيا في ما وصلت إليه اليوم العلاقة بين الصحافة والسلطة. 

هل تتذكرون كيف انفتح الملك الشاب على الصحافة المغربية في بداية عهده وضم صحافيين إلى وفده الرسمي الذي زار باريس والكاميرون، وكان ذلك سابقة في تاريخ المغرب، وعيّن بعدها ناطقا رسمياً باسم القصر الملكي ليتواصل مع المنتسبين لصاحبة الجلالة، والذي أصبح يلتقي نساء ورجال الاعلام، بحيث أبان الملك الشاب آنذاك عن إرادة واضحة بأن يتعامل مع صحافة بلده بكل شفافية. 

بل أكثر من هذا، فإن جلالته وافق على تخصيص حوار صحافي مع صحافي مغربي معروف، وكان ذلك سيكون سابقة في تاريخ الملوك في المغرب. 

غير أن طموحكم الجارف، سمو الأمير، للعب دور غير مفهوم مشفوع بشبهة تسريب أخبار، لا نعرف صدقيتها، فضح مصدرها كتاب علي عمار بالتفاصيل، وتقربكم من بعض الصحافيين في تجربة لوجورنال، جعلت السلطة تشرع في النظر إلى نفر من  عشيرة الصحافيين بعين الريبة والشك والاتهام بالتواطؤ ضد الثوابت.

لا يخفى عليكم سمو الأمير أن عشيرة الصحافيين تعرف أنكم قدمتم المال على شكلٍ هبات أو مساعدات لبعض الصحافيين، بينما المفروض في فرد من العائلة الملكية، التي تشكل الاجماع في الوقار والاحترام في أعين المغاربة، أن يبتعد عن الصحافة والصحافيين حتى تبقى العائلة ورمزها حكما فوق الجميع وليس طرفا في صراعاتك التي لم تعد خلفياتها خافية. 

لذلك لو التزمت الصمت، سمو الأمير، في قضايا الصحافة سيكون ذلك خيرا كبيرا وكثيرا على هذه العشيرة التي باتت، بسببكم سمو الأمير مولاي هشام، متهمة إلى أن تثبت براءتها. 

قالت الأعراب : الصمت حكمة” يا سمو الأمير.

يوسف ججيلي/صحفي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *