جمال أزضوض
في تطور مثير في قضية فصل الصحفي المغربي يوسف بلهيسي من العمل بقناة ميدي 1 تيفي، اليوم الخميس 16 يوليوز الجاري، توصّلت الجريدة الإلكترونية Le12.ma بوثيقة رسمية، كشفت رفض مفتّش الشغل لطلب إدارة القناة بفصل بلهيسي لـ”عدم توفّر الأدلة”.
وكشفت الوثيقة -التي تشير المعطيات الواردة بها- إلى أن إدارة القناة قد توصّلت بها، يوم 14 من الشهر نفسه، أي قبل يومين، (كشفت) أن الإدارة المعنية قد تجاوزت قرار الرّفض الذي عبّر عنه مفتّش الشغل، الأمر الذي يؤكد حسب نفس الوثيقة، أن قرار فصل الصحفي بلهيسي عن العمل كان “تعسّفياً”.
وقال مفتش الشّغل بدائرة الشغل الثانية بطنجة، في ردّه على طلب إدارة قناة ميدي 1 تيفي بفصل الصحفي بلهيسي، التي توصّل بها، حسب الوثيقة، بتاريخ 8 يوليوز 2020 تحت رقم 2004، (قال) “إن الوثائق المرفقة للمراسلة تتضمن أدلة غير كافية لتحديد مدى جسامة الأخطاء المنسوبة للأجير وللموافقة على فصله من العمل”.
وفي أول تعليق له على قرار فصله، نشر بلهيسي على صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك” –والتي يتابعها قرابة المليون مشترك- (نشر) تدوينة قال فيها “الخير فيما إختاره الله، قدّر الله وما شاء فعل”. التدوينة التي إعتبرها الكثيرين تأكيدا منه لقرار إدارة ميدي 1 تيفي.
ميدي 1 تيفي تطرد الزميل “بلهيسي” ومتتبعون يصفون القرار بـ”الجائر”
وفي السّياق ذاته، دخلت الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والإتصال المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، على خط القضية، إذ أصدرت، قبل قليل، بيانا تُدين فيه قرار إدراة قناة ميدي 1 تيفي، مؤكدة على أن “العمل النقابي ليس جرما ولا جنحة”، ومحمّلة مسؤولية “إستهداف المناضلين النقابيين بالقناة للرئيس المدير العام بها”.
ودعت الجامعة السلطات المحلّية والحكومة إلى التّدخل قصد “صيانة وإحترام حرية العمل النقابي”، معتبرة أن قرار فصل الصحفي بلهيسي، الذي يشغل كذلك منصب نائب الكاتب العام للمكتب النقابي لمهنيي ميدي 1 تيفي، قراراً “إنتقامياً، بالنظر إلى نشاط الصحفي بلهيسي النقابي داخل القناة، وآخرها، حسب الجامعة، الحركة الإحتجاجية التي أعلنت عنها النقابة المذكورة ضد ما سمّتها “لقرارات الأحادية والتي من ضمنها إغلاق مكتبها بالرّباط وتوقيف عشرات المتعاقدين، وإلحاق العشرات من العاملين بالمقر الرئيسي للقناة بطنجة، دون مراعاة ظروفهم الإجتماعية ومقرّات سكن أسرهم وأماكن عمل زوجاتهم وأزواجهم”.
وكانت إدراة قناة ميدي 1 تيفي عمدت، اليوم الخميس، إلى طرد الصحفي المغربي يوسف بلهيسي بشكل نهائي، وذلك بعد أيام على منعه من الظهور على شاشتها وإعادته إلى فريق التّحرير الذي بدأ فيه بعد إنضمامه إلى القناة. في قرار إعتبره الكثير من الصحفيين “جائرا”، وذلك بالنظر إلى مبرّرات القناة والتي إعتبروها “غير مقنعة” بمن فيهم مفتّش الشغل، كون إدارة القناة لم تُفصح عن نوع “الأخطاء الجسيمة” التي إرتكبها الصحفي المفصول.
