تقرير:جواد مكرم

لم يمر على هرولة عبد اللطيف وهبي ماسك مقود حزب” التراكتور” نحو مقر حزب العدالة والتنمية، طالبا تجاوز خلافات الماضي بين”البام” و”البيجيدي”، سوى ساعات، حتى خرج عبد العال حامي الدين، أحد صقور الحزب الاسلاموي، بتدوينة لا يكمن أن تصنف إلا في خانة “التقلاز من تحت الجلابة”.

لقد إشترط حامي الدين، المعروف بغلوه في الحقد على اليساريين، للقبول بالمصالحة مع “بام وهبي”، شروطا عدة للصفح والغفران، مشفوعة بإتهامات خطيرة لإرث حزب شيد على أساس فكرة ومشروع قامات كبيرة من ضحايا سنوات الجمر والنار، من أجل المغرب الممكن، مغرب الحداثة والديمقراطية، لا مكان فيه للظلام و الظلاميين.

حامي الدين، الذي لا يزال القضاء يحاكمه في قضية مقتل الشهيد اليساري، أيت الجيد بنعيسى، تسعينيات القرن الماضي، كتب في تدوينة له :”يحاول السيد عبد اللطيف وهبي أن يبني شرعية جديدة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يجر وراءه خطيئة النشأة..” مضيفا:”ما ينبغي أن يعرفه السيد عبد اللطيف وهبي، أنه يرث تركة ثقيلة من الجرائم التي ارتكبت في العهد السابق لحزبه، وهو مسؤول عن تصفية هذا الإرث بالقواعد السياسية والأخلاقية اللازمة”.

 وتابع:”إن بناء علاقات جديدة مع الأحزاب السياسية الوطنية مبنية على الثقة يمر عبر تصفية تركة الماضي بالكشف عن الحقائق الخفية التي توجد في أرشيف هذا الحزب، وداخل مطبخ الشؤون المالية الذي كان يشرف عليه إلياس العماري..”.

لم يتوقف حامي الدين، عند هذا الحد في إهانة تاريخ حزب مغربي، كان من مؤسسي فكرته الرمز الراحل إدريس بنزكري، بقدر ما تمادى مدعيا:”هناك صفحات مرعبة في تاريخ هذا الحزب، بدءا من فبركة الملفات والزج بالأبرياء في المحاكم والسجون، وانتهاء بابتزاز العديد من الأعيان ونهب ثرواتهم، والضغط عليهم بالملفات..”.

 حامي الدين، سيمضي مخاطبا من يعنيه الأمر:”فلا يمكن إنجاز المصالحة الحقيقية وطَي صفحة الماضي إلا بعد قراءتها جيدا، مع تقديم نقد ذاتي شامل حول مسلكيات هذا الحزب السابقة والالتزام بالقطع مع هذه الأساليب إلى غير رجعة”، منهيا تدوينته الملغومة بتحديد شروط الصفح والغفران للقبول بالمصالحة التي عرضها ماسك مقود”البام” بزعمه :”الحقيقة+جبر ضرر الضحايا+الاعتذار+ ضمان عدم التكرار= المصالحة الحقيقية”.

وبينما، لم يرفع وهبي رأسه بعد، للرد على ما بدر عن حامي الدين من “تقلاز من تحت الجلابة”، إنتفض عدد من الباميين ضد ماوصف بـ”البؤس” الاسلاموي الذي يكرس عقيدة تجار الدين المتأصلة.

إبتسام عزاوي، القيادية البامية والنائبة البرلمانية، كتبت:”بعد الاتهامات الخطيرة التي وجهها السيد المستشار البرلماني المحترم ورئيس لجنة التعليم والشؤون الثقافية بمجلس المستشارين، فالسيد عبد اللطيف وهبي، بصفته أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة مطالب بفتح تحقيق قضائي بشأن الاتهامات الموجهة للحزب وبالأخص وحسب ما ورد في التدوينة ” الكشف عن الحقائق الخفية التي توجد في أرشيف الحزب وداخل مطبخ الشؤون المالية”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *