le12.ma

يقول المثل المغربي “جا يْكحّلها عْماها”.. وهذا ما وقع للقيادي في حزب “اللامبة”، أحمد الديني الشقيري، الذي اضطرّ، عقب عاصفة من الانتقادات اللاذعة تلت خرجته “القادوسية” في حق التلاميذ المحتجين على الساعة الإضافية، والذين وصفهم هذا “القيادي” (يا حسرة) بـ”جيل القادوس”، إلى الاعتذار إليهم.

وكتب الشقيري في تدوينة له على صفحته بفي فيسبوك “أعتذار لجيل ضحية سوء تربية وخوف من مستقبل غامض!.. التدوينة التي أغضبتكم كتبتها في حالة غضب بعد أن بلغني أن مضامين شعارات رفعت أمام البرلمان تسيء إلى الدين والوطن ورموزه، ثم حذفتها، قبل أن تعيد نشرَها بعض المواقع وتُحدث ردود فعل متشنجة.. لا أحد يجهل أن جيل التلاميذ هو ضحية/ نتاج تداخل معقّد بين أسرة استقالت من مهام التربية وإعلام هزيل ومدرسة متأرجحة المناهج ووسائط حديثة منفتحة على ثقافات مختلفة وسياسات طبقية”.

والغريب أن هذا المسمى “قيادي” في الحزب الحاكم في الوقت الذي تقدّم بـ”اعتذار” للتلاميذ الرافضين على ساعة العثماني، أساء إلى كل من الأسرة، التي “استقالت من مهام التربية”، في نظره “الثاقب”، والإعلام، الذي وصفه بـ”الـهزيل”، ثم المدرسة، التي قال إنها “متأرجحة المناهج”… وكأنّه نسي أو تناسى أن حزبه يسهم في كلّ هذا التردي والتأرجح والهزال!

وجاء في اعتذار “القيادي” الإخواني أيضا: “ما رأيناه وما سمعناه مخيّب للآمال، لأن جيل التغيير والإصلاح يعرف أهدافه ومقاصده ووسائل تحقيق تلك المقاصد، ودورنا نحن هو الترشيد والتوجيه وتصحيح المسار بعيدا عن قدف جيل بكامله، وفيه أبناؤنا وتلامذتنا وطلبتنا، وتلك زلة قلم في حالة غضب نسأل الله أن يغفرها لنا، وأن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن”.

فعلا، الفتَنُ هي كل ما يُجيد البعضُ التفنّن في تعقّبه واصطياده، فأن يقول مَن يُحسب على “القيادة”، وفي حزب يزعم أن مرجعيته “إسلامية”، التلاميذَ بـ”جيل القادوسْ”، كفيل ليس فقط بإثارة جدل واسع، كما وقع في مواقع التواصل الاجتماعي غضبا على التدوينة “القادوسية”، بل بدعوة العقلاء في هذا البلد إلى وضع حدّ لكلّ هذا العبث الذي صار يطبع تسيير كافة شؤون البلاد في ظل حكم هذا الحزب المترنّح، الذين ينطبق عليهم مثلٌ آخر يقول “حْداگة عمي عبّو.. كان يمشي ولا يحبو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *