تقرير: محمد سليكي 

يواصل عبد اللطيف وهبي، منذ أن مسك بمقود حزب “التراكتور”، القفز على أكثر من حبل، بين أحزاب المعارضة والأغلبية، تحت مسمى “لقاءات تواصلية”،  بلا أفق مشترك غير أخذ صور يتيمة للذكرى، أو هكذا يبدو المشهد ربما عند أكثر المتفائلين بمثل هاته الخرجات.

التقى وهبي بطلب ملح منه، حزب الاستقلال القوة الثانية داخل المعارضة في البرلمان، وظن أنه وضع يده على يد حليف 2021، بيد أنه ما لبث أن غادر مقر حزب “الميزان”، حتى دبج الاستقلاليون بلاغا أقل ما يقال عنه أنه درسا بليغا لكل من يدخل “الزاوية الاستقلالية” بنية الخلط بين السياسة والمشي فوق حبال السرك.  

مسح وهبي، صفعة إخوان نزار بركة ولم يعقب، وولى وجهه صوب الضلع الثالث في المثلث الأول في  المعارضة البرلمانية، والقصد حزب التقدم والاشتراكية بزعامة نبيل بنعبد الله.

ظل نبيل بنعبد الله، طوال عمر اللقاء بوفد “البام” ينتظر من وهبي ومن معه، عرض ما يمكن أن يجمع  بين” التراكتور ” والكتاب”، دون جدوى، ما جعله “يجمع الوقفة”، ويطوي كتاب جلسة طبعها البياض والفتور.

بيد أن المثير كما يقول المثل المغربي الشعبي هو أن: “قدام وهبي كانوا سخان”، إذ ما ان غادر مقر حزب علي يعتة وعزيز بلال حتى، انتفض عدد من الرفاق، ضد هذا اللقاء معتبرين “بام وهبي خط أحمر” .

عاد وهبي، خاوي الوفاض من لقاء كان عنوانه البياض، ليتوجه بطلب وإلحاح منه، نحو شارع العرعار، للقاء قيادة حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ولأن إدريس، يعرف جيداً عبد اللطيف، ولأن الاتحاديون يقرؤون جيداً، اللحظة السياسية واللعبة التكتيكية ل” بام وهبي”، فقد أنهى الكاتب الأول لحزب “الشهداء”، هذا اللقاء على نحو  جعل من وهبي، كمن دخل من هذا الباب وخرج من ذاك الباب.

وفي خضم، ضياع البوصلة عند ماسك مقود حزب “التراكتور” ، وتوالي تمظهرات “العزلة”، أو هكذا يبدو الأمر ، سيحاول وهبي تصريف الأزمة، عبر  بعث رسائل إلى قواعد حزبه التي  لم تعد تتعرف على ملامح “البام” منذ مؤتمر “حلبة الخيل”، مفادها أنه ألغى لقاءاً مبرمجا مع قيادة “الأحرار”.

لقد انتهز وهبي، تصريحا لرشيد الطالبي العلمي القيادي البارز في حزب “الأحرار “، قال فيه ” إن البام  يستحق قيادة أفضل”، ليعلن أن حزبه لن يجلس مع إخوان الطالبي، متغافلا حقيقة أن تصريح هذا الأخير وجد ترحيبا داخل صفوف الباميين الحقيقيين، ليس لأن منهم خصوما لوهبي، ولكن لأنه صادر عن رجل هو من  قادة “حركة لكل الديمقراطيين”، التي شيد على أسس مشروعها الحداثي الديمقراطي، حزب الأصالة والمعاصرة.

وفي تكريس لما تعرض له مشروع حزب “البام” من  مسخ، لم يجد وهبي مساء اليوم، من حرج في اصطحاب صديقه المقاول السلاوي، البرلماني رشيد العبدي، للتوجه مهرولا نحو مقر حزب البيجيدي بحي الليمون بالرباط، دونما توقير لإرث أصدقاء الراحل إدريس بنزكري، في مواجهة الظلام.  

 إبتسام العزاوي البرلمانية والقيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، ستقول في تصريح لجريدة Le12.ma تعليقا على لقاء وهبي والبيجيدي : ” في الواقع، لا اتوفر على معلومات حول أسباب نزول لقاء الأمين  العام مع  قادة بحزب العدالة والتنمية، عدا كوّنه يقوم بلقاءات تواصلية مع قادة الأحزاب ربما في أفق تشكيل تحالفات “.

العزاوي ستمضي قائلة : “لكن معلوم، أن من يحسم في التحالفات، هي مؤسسة المجلس الوطني للحزب ، دون غيرها، والتي لم تعقد دورتها الأولى ولم تنشر لوائح أعضائها”.

إبتسام العزاوي، القيادية البارزة بالأصالة والمعاصرة، ستنهي حديثها إلى الجريدة بالقول: “الورقة السياسية للحزب حسمت خلال المؤتمر الرابع في كون الخطوط الحمراء لا تزال كما هي، حيث معلوم أن حزب الأصالة والمعاصرة، أسس مشروعه من أجل مواجهة الظلام والظلاميين، لكن ما يحدث اليوم جعل مناضلي “البام ” يتساءلون هل هم أمام حزبهم الأصلي، أم أمام حزب آخر على عهد وهبي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *