صوفيا العمالكي 

خلفت إختبارات الباكالوريا موجة من السخط والغضب وسط التلاميذ وخاصة أصحاب الشعب العلمية الذين انتقوا بشدة إختبار مادة الرياضيات.

وللحديث عن هذا الموضوع، تواصلت جريدةle12. Maمع بوشعيب الحمراوي أستاذ سابق لمادة الرياضيات وباحث تربوي وكاتب صحفي، وكانت هذه أجوبته عن أسئلتنا: 

 ما هو تعليقكم حول الانتقادات الموجهة لعدد من مواد امتحانات الباك هذا الموسم؟ 

جرت العادة سنويا على أن يكون إنتقاد مماثل و كنا ننتظر أن تكون هناك انتقادات كثيرة بالنظر للسنة الدراسية الحالية  التي عرفت ارتباك بالانتقال من التدريس عن قرب للتدريس عن بعد و ما خلفه من تبعات، باعتبار أن التعليم عن بعد تجربة جديدة للوزارة و لا يمكنها أن تكون ناجحة مئة بالمئة و إنما يمكن اعتبارها “أسلوب ترقيعي” و هذا ما جعل الوزارة تختبر التلاميذ في الدروس الحضورية فقط، فهذه السنة كان الهم أكبر باعتبار أن الدروس التي تم اختبار التلاميذ فيها هي دروس تلقوها من خمس شهور خلت و بالتالي  هناك نوع من النسيان لأنه لا يمكن الإطلاع على الدروس بالرجوع فقط للدفتر  بل يحتاج التلميذ الإحتكاك بالأستاذ و لو عن بعد من أجل أخد الشروحات اللازمة خصوصا و أن التلاميذ  لم يكونوا مجدّين في مواكبة الدروس عن بعد كذلك.

أما امتحانات البكالوريا فهي امتحانات تعد على صعيد مراكز الإمتحان بحيث يتم تجميع عدد من  اقتراحات الأستاذة ومفتشين، وهيئة الإمتحان هي التي تأخد عصارة ما يرسله الأستاذة وباقي المفتشين و يتم اختيار مواضيع هادفة و شاملة و تتوفر على كل ما يلزم من تقييم شفاف وواضح للتلميذ، وبالتالي تكون هناك نتائج مستحقة بعد ذلك، فهذه السنة كنا نتوقع أن تكون الإمتحانات أكثر حدة، وأتمنى ان تأخد الوزارة التجربة من هذه العملية وألا تتكرر وأن تعمل بالنمط الأجنبي الذي يعتمد على التدرج في طرح الأسئلة، و بطبيعة الحال الإنتقادات تكون موجهة أكثر لامتحانات المواد العلمية بحكم انها تتطلب الذكاء و العمق في التركيز على مجموعة من الخاصيات والتعاريف عكس المواد التي تعتمد على الحفظ و الأسئلة المباشرة.

الأمس كان هناك غضب وبكاء واغماءات من طرف عدد من التلاميذ جراء صعوبة الأسئلة الموجهة الى تلامذة باك علوم ما سبب ذلك في نظركم؟

هذه السلوكات نحن ننتظرها دائما، لأنه من الطبيعي عندما تكون الإمتحانات صعبة يكون هناك بكاء و إغماءات وسط التلاميذ والمشكل أن أي مادة تمر في أجواء صعبة تؤثر سلبا على المادة التي بعدها، و نرى كذلك أن هناك تعاطف كبير للآباء مع أبناءهم، لأنهم عاشوا اعتكاف أبنائهم من أجل الحفظ و المراجعة و كذا أجواء الدروس الخصوصية، و الساعات الإضافية والسهر، وبالتالي عندما يرى إبنه -الذي كان يناضل بقوة من اجل الحصول على نقط تأهله من أجل الولوج لمعاهد ذات الإستقطاب المحدود- لن يتمكن من ذلك فستكون الصدمة قوية خاصة عند مقارنة صعوبة الإمتحانات بالنقط التي حازوا عليها في القسم، والتي غالبا ما تكون مشجعة، وبالتالي الأسر تفسر على أن الإمتحانات صعبة جدا، وهذا ما وقع وكان غضب كبير تجاوز التلاميذ والآباء ليصل لبعض للأساتذة كذلك الذين لم يكونوا راضيين على نموذج الإمتحان، سواء على الأسئلة أو صيغة الأسئلة و لا حتى في طولها.

كما يجب الإشارة إلى أن من أسباب هذا الغضب هو أن عامل الغش لم يكن حاضرا هذه السّنة، وبالتالي من لم يعتمد على نفسه وجد الإمتحان أصعب مما كان يتخيّل.

ولا يجب ان ننسى كذلك على أن الرياضيات يضعف مستواها سنويا، هذا ليس إنتقاصا من قيمة المدرسين ولكن لخلل موجود في البرامج التعليمية و الطريقة التي يتم الإشتغال بها.

قلتم ان من أسباب ذلك تورط الوزارة في الاعلان عن ولوج المعاهد استنادا الى معدل الباك لذلك جرى تعقيد الأسئلة حتى لا تكون هناك معدلات عالية وتجد المعاهد نفسها امام معضلة الانتقاء. ما رأيكم ؟

نعم وضعت تدوينة وكنت صريح فيها جدا، كان هناك تسرع من طرف الوزارة و الحكومة ككل عندما قررت الوزارة أن عملية الولوج للمعاهد و الكليات و المدارس  ذات  الإستقطاب المحدود ستكتفي فقط بالانتقاء باستعمال النقط ومعدلات الجهوي و الوطني بدل أن تقوم بإجراء امتحانات كتابية و شفوية و التي تعطي التقييم الصحيح.

كما جرت العادة داخل المؤسسات ذات الإستقطاب المحدود، تعتمد على مجوعة مواد ومعاملاتها  في الجهوي وفي الوطني وتشكل معدل عام َ تصنف عليه عدد الأشخاص الذين ستتاح لهم فرصة الولوج، و بالتالي بإلغاء هذه العملية أضبح بإمكان أي تلميذ يحصل على نقط ممتازة بأي طريقة من الطرق يمكن أن يقبل في أي مدرسة أو معهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *