ضمت الحكومة الفرنسية التي افرج عن تشكيلتها اليوم الاثنين مفاجأة تعيين إيريك موريتي المحامي الشهير الذي يعد محامي الملك محمد السادس الذي برز في اكثر من قضية، لعل من ابرزها قضية تورط صحفيين فرنسيين في ابتزاز القصر الملكي..

حارس أختام الجمهورية الفرنسية الجديد، يجر من ورائه مسارا شاقا في حياة الطفولة والشباب حتى انه عمل “حفارا للقبور”، قبل أن يصبح محاميا للملوك والأمراء والمشاهير ..لا بل وزيرا للعدل ..

في هاته الورقة تأخذكم الجريدة الالكترونية le12.ma ، الى اكتشاف محطات مثيرة من مسار “المحامي الوحش”.

الرباط- مواكبة le12

«بالتجوال في كواليس المحاكم الفرنسية نجد أن هناك من يلقبه بـ «الرجل الأكثر شجاعة في فرنسا»، إنه المحامي الأشهر من نار على علم إيريك دوبون موريتي Eric Dupont Moretti من مواليد 1961 من أم بسيطة تعمل كربة منزل إيطالية وأب فرنسي يعمل في الحدادة تركه يتيماً وهو لم يتجاوز سن الرابعة، وكما يجيء عنه في ويكيبيديا شأنه شأن المحامين يتامى الأب فلقد نشأ مسكوناً بحس العدالة دفعته للمناضلة لسد هذا الفقد والانتصار للمظلومين والمستضعفين ضد ظالميهم، وهكذا اشتهر إيريك موريتي بمرافعاته المذهلة ومدافعته وتبرئته لمحكومين في قضايا إجرامية عويصة، لدرجة أنه قد أُطْلِق عليه لقب «المُبْرِّيء Acquittator، ولعل أشهر القضايا التي تصدر بها مانشيتات الصحف قضية دفاعه عن عبدالقادر المراح شقيق الإرهابي محمد المراح الذي قام بثلاث عمليات إرهابية مطلقاً النار على جنود فرنسيين ثم على أطفال مدرسة مودياً بحياة 7 وجرح 6.

قبل سنوات سيستقطب إيريك دوبون موريتي اهتمام وسائل الإعلام ويظهر في لقاءات وحوارات تليفزيونية وذلك بمناسبة إصداره لكتاب عبارة عن سيرة ذاتية ويحمل عنوان «القاموس dictionnaire». الكتاب يأتي بلغة سهلة ليروي أحداثاً ممتعة في حياة هذا الرجل الذي يظهر مثل طود لا تهزه الريح مقتحماً لا تصده الصعاب. مظهره الصلد يخفي تحته مزيجاً إنسانياً وفنياً، يرفض تلقيبه بالمفكر المثقف، ويتمسك بكونه مجرد إنسان بسيط يعشق العدالة والفن والصيد حيث يملك مزرعة فلمنكية هي شبه محمية للصيد بالصقور ولا يتورع بالظهور في أفلام ممثلاً ذاته مترافعاً عن مجرمين خياليين.

في سيرته نتوقف بهذه الفصل الذي يصف المتعة التي يشعر بها حين كان يجلس مع جدته ويمضيان الوقت في قراءة قاموس اللغة، يقول: «كل صفحات القاموس بالأبيض والأسود، لكن الذي كان يستهويني حينها هو الصفحات الأخيرة حيث أعلام الدول بكل الألوان، إنها الصفحات الحاوية لعالم مصغر.. وكنت أقضي ساعات متأملاً في أخيلة وألسنة بشر وتنويعات تكمن في كل راية، حيث كل تركيبة للألوان تعني عالماً جديداً خارج مدينتنا الصغيرة، أعتقد أن تلك الرايات قد خاضت بي فعلاً رحلات عبر العالم..».

وحين يصفون إيريك موريتي بالشجاع يحتج على ذلك الوصف قائلاً: «أنا لست شجاعاً وإنما لدي اعتقاد عميق بحرية الكلمة»، تواضع يجعله قبلة أنظار المتهمين الباحثين عن طوق نجاة، هذا الرجل القاموس المحيط في المسارب الخفية للعدالة وتحوله للقلم كوسيط لمناقشة معتقداته مع الآخر، كتاب أنيق شائق.

مسار من يلقب بالمحامي”الوحش”، لم يكن مفروشا بالورد فحسب مجلة “لوبوان” الفرنسية، فإن رغبة موريتي الجامحة في مواصلة دراسته الجامعية، دفعته إلى درجة العمل “حفارا للقبور” في إحدى المقابر بمدينة “ليل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *