Le12.ma- مواكبة

تميزت منافسات الدوري الإسباني، بالمتعة والإثارة والأداء القوي من الفرق التي تجاوزت مرحلة التوقف الطويلة التي امتدت لنحو ثلاثة أشهر جراء فيروس كورونا، وبدا أنها نجحت في الاستفادة من التقنيات والدراسات التي تم تطبيقها في التدريبات وتحديداً الجانب النفسي خلال فترة الحجر الصحي والبناء عليها نحو المزيد من الأداء المتطور في قادم الأيام.

وتحدث علماء النفس الرياضي في الأندية حول دورهم المهم في مساعدة نجوم اللعبة على التأقلم مع الوضع غير الطبيعي واللعب في الوقت الحالي أمام مدرجات خالية من الجماهير، واعتبر خوان مانويل جاميتو منسق قسم علم النفس في نادي إشبيلية، أن اللاعبين الرياضيين المحترفين تأثروا بما حصل في العالم حالهم جميع الأفراد، وقال: «ما حصل يعتبر تحدياً لم يتخيل اللاعبون أن يواجهوا مثله، ومع التركيز على الحفاظ على الجانب البدني، فإنهم عانوا من الناحية النفسية والعقلية، إلى جانب ارتفاع درجة التوتر لديهم».

وقامت الأندية بتطبيق العديد من البرامج والوسائل المتاحة مع اللجوء لأحدث الابتكارات في هذا الشق، ومنها نادي ليفانتي، وهذا ما كشفه خوان ميجيل بيرنات من قسم الأداء العالي والنفسي في النادي، قائلاً: «كانت حالة استثنائية لم نختبرها من قبل، وهو ما جعلنا نبحث عن ظروف مماثلة ووجدنا نحو 20 دراسة عن تأدية الوظائف في بيئة حبس، ومنها على سبيل المثال محطات الفضاء، وحصلنا على بعض الدراسات من ناسا «NASA»، كما حصلنا على دراسات حول تأدية الوظائف في الغواصات ومحطات البحث القطبية، ومن خلالها توصلنا لأفضل الحلول في توجيه وإرشاد اللاعبين للتعامل مع وضع الحجر الشامل داخل المنزل».

ومن أبرز ما تم الاستفادة منه في هذه الدراسات هو كيفية تطبيق تقنيات الاسترخاء المعتادة والتأمل مع أساليب أخرى، حيث تشير دراسات وكالة ناسا أو في محطات البحث في القطب الجليدي فكرة عن مدى ما نتعرض له من حالات صعود وهبوط عاطفي خلال اليوم نفسه جراء العزل والحبس في مكان معين، وهو ما تم تأكيده على اللاعبين من ناحية تنظيم النوم، وكانت النصيحة الأهم بتجنب استخدام الهاتف المحمول أو مشاهدة التلفاز في السرير، ومحاولة الاستحمام قبل النوم أو تناول عشاء خفيف مسبقاً وما إلى ذلك.

فيما كانت من أبسط الأساليب وأكثرها إثارة للاهتمام أن تطلب من اللاعبين أن يتدربوا في المنزل في مجموعة واحدة عبر تقنيات الفيديو، وأن يدرك اللاعبون أن الموسم لم ينته وما زالوا في طور المنافسات، ومن الأمور التي أثرت نفسياً بصورة إيجابية ارتداء الزي الرسمي للتدريب خلال ذلك للشعور أنهم في العمل وتنظيم الوقت بشكل إيجابي.

وأوضح خوان ميجيل بيرنات، أن التعامل مع مسألة الخسارة بنتائج قاسية عند الصعود إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 2017-2018، ساعد ليفانتي وقتها على تجاوز موسم كارثي والنجاة من الهبوط في النهاية وهو ما جعلنا نكرر التدريبات النفسية نفسها مع اللاعبين مرة أخرى.

وتحدث لاندير هيرنانديز رئيس قسم علم النفس والتدريب في نادي بلد الوليد، قائلاً: «نحن كمتخصصين في علم النفس لا يمكن أن نغير الواقع، لكننا عملنا من أجل مساعدتهم على تخطي الأمر من خلال امتلاكهم عدة أدوات للتعامل معه».

وتابع: «لاعبو كرة القدم يحصلون على الرضا واحترام النفس من خلال ممارسة الرياضة، في حال أزلت هذا العامل من محيطهم فإنهم سيعانون مشاكل احترام الذات، لذلك كان من الأساسي تعزيز الجانب النفسي والعقلي لديهم».

وفي الوقت نفسه ركز أتلتيك بلباو على الاستفادة من الدراسات وتطبيق أنجح التجارب، وتحدث ديفيد رينكون عالم النفس في فريق أتلتيك بلباو، قائلاً: «حرصنا على تعويض عجز النشاط البدني والمعرفي أثناء الحجر على إقامة تدريبات للاعبين من أجل الحفاظ على حدة البصر لتحسين ردود الفعل وأوقاتها بالنظر لكون حالة الحجر تؤثر في هذا الأمر من خلال دراسات «ناسا»، ولذلك يوجد لدينا طبيب عيون في النادي قام بمتابعة الأمر، إلى جانب فريق التدريبات البدنية من خلال تطبيق تمارين حدة بصرية لتحسين الاستجابة للمحفزات عند اتخاذ القرارات».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *