عادل بلعربي

مخطئ من يعتقد ان  نهاية  الحجر الصحي هو نهاية فيروس كورونا  , فبعد أسابيع من إعلان السلطات الصحية عدم تسجيلها أي إصابات جديدة بمدينة مكناس، عاد فيروس كورونا للظهور أمس بتسجيل حالة جديدة لسيدة مخالطة كانت ضمن قائمة احد المصابين بمدينة مكناسة, وهذا الصباح تم تسجيل ثاني حالة قادمة من مدينة سوق الأربعاء .

ليست مدينة مكناس المدينة الوحيدة التي عاود فيروس كورونا الظهور فيها , ففي مدينة صفرو التي بقيت خالية من الفيروس مدة 46 يوم سجلت عودة الفيروس ,كذلك الشأن بالنسبة لقلعة السراغنة و الفقيه بنصالح و مدن في جنوب المغرب ,و الأكيد أن الفيروس خاصة بعد تخفيف الحجر و السماح بالتنقل بين المدن و فتح المقاهي و الحمامات و المنتزهات سينتشر ويزداد شراسة و تزايد، فقد سبق تسجيل 539 إصابة جديدة بالفيروس المستجد الاسبوع الماضي ، وهي أعلى حصيلة يومية منذ ظهور الوباء بالمملكة مطلع مارس  .لهذا  حذرت منظمة الصحة العالمية من مرحلة جديدة وخطيرة للفيروس سمّتها تسارع العدوى وسط  مخاوف من الرجوع الى نقطة الصفر.

الأكيد ان الفيروس سيواصل انتشاره بعد رفع الحجر الصحي بمستويات مختلفة حسب الجهات، لهذا يجب الانخراط ضمن استراتيجية وطنية وجهوية، من أجل مراقبة الوباء ،والحفاظ على معدل منخفض لانتشار العدوى خلال فترة رفع الحجر الصحي، وذلك بالحد من ظهور الإصابات الجديدة والبؤر الأسرية ، وتجنب الانتشار والتنقل في الجهات التي تتواجد فيها حالات كثيرة ، وتجنب إعادة إدخال الفيروس الى الجهات التي لا يتواجد فيها الفيروس، من خلال مراقبة التنقل بين الجهات المختلفة ،و الإعتماد على آلية التشخيص المبكر ،و الرفع من عدد التحليلات اليومي و توزيعها على كافة ربوع المملكة ،والحفاظ على قواعد النظافة و التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامة ،والحد من البؤر الصناعية التي يجب التعامل معها بصرامة كبيرة ،حيث يجب تشديد الرقابة على مدى احترام الشركات لقواعد المتفق عليها وزجر كل وحدة صناعية لم تحترم هذه القواعد. كما يجب فرض رقابة كبيرة على وسائل التنقل خاصة بين المدن .

يجب أن تتم العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا دون تسرع مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة، والبقاء على استعداد تام في حال كانت لدينا مرحلة ثانية من انتشار الفيروس أو ذروة ، يجب أن يكون نظامنا الصحي قادرا على التعامل معها.

لن يكون التعافي سريعا في الغالب، وليس أمامنا سوى القيام بأقصى ما نستطيع فعله للحد من تفشي الفيروس والاستعداد للتحديات اللاحقة المرتقبة والتي لن تنتهي مع هذه العودة التدريجية، وكلما طال أمد انتشار الوباء، صعب التخلص من آثاره الاقتصادية والصحية.

العودة للحجر الصحي بعد الخروج  منه كليا أو جزئيا تبقى قائمة، ذلك هو الدرس الذي نستخلصه من التجارب  الدولية مما يقتضي من جهة أن يكون رفع الحجر حذرا ومتدرجا والتشديد  على الإجراءات والتدابير الوقائية من جهة اخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *