حكيم عنكر
كازا تستعيد الروح شوية بشوية. الناس فرحانين، خارجين بالكمامات، والقهاوي فاتحين. كاين إحساس بللي الخطر مزال كاين. شوية ديال التباعد، لكن فرحة الخروج من الحجر كتغطي على كلشي.
قراعي المعقمات ف كل مكان، علب كلينيكس. العيالات تفك سراحهم حتى هوما. بنات يشربن القهوة ويدخن، بسرعة قبل أن يعدن لأماكن عملهن. ماكياج خفيف، عناية أقل بالمظهر.
الكمامة كتساوي بين الزوينة والأقل جمالا.. الأيام الجاية غادي تعرف انفراج أكبر في منسوب الجمال، الأجواء بحرية إلى كثيرة الجمال.. مكاين ع نصل وبين ليا.. العيالات هازات الدرابو وزايدات للقدام.
كلشي ضاحك، كلشي ناشط، كلشي باغي يبقى ف الزنقة أطول مدة.. موحالش اليوم الناس يدخلو لديورهم.. والوكاند غادي يكون الطوب.. واحد ولد الدرب قال لصحابو: مشيت ف لفجر للبحر، دابا راجع..
الحلاقون منذ الصباح يعقمون محلاتهم استعدادا لليوم الكبير.
حلاقي المفضل “الحاج” جاء البارحة من البادية. كان ذكي، فاش بدا الحجر هرب من كازا. زاد اليوم شوية في الثمن، المهم كان نشيط، وموحش تاهوا لمقص والماكينة.
البنات وضعهن أصعب، صالونات التجميل عليهم النوبة، حنت كلا وحدة من لبنات خاصها بزاف ديال الوقت باش تعمل إعادة هيكلة شاملة: شعر، صباغة، مانيكير، بيديكير، إزالة شعر… نتف ولصق وإعادة لصق.. الله يكون ف لعوان.
الحمامات ف كازا صبحو بكري، عشاق السخون فازوا بتكسيلة مع الستة ديال الصباح.. الأيام المقبلة ستكون خاصة بالتشحيم وإعادة التشحيم.
شي ناس ما شفتهمش هادي ثلث شهور بانو اليوم. الحانة الأقرب باقا سادة.. هناك من يطوف حولها ويمضي متحسرا، وهناك من يعاود الطواف ليتأكد أكثر ويقطع الشك باليقين.
أتذكر قولة ديكارت: أنا أشك، إذا أن موجود.. وأضحك!
*كاتب صحفي
