Le12.ma

فرنسا التي تدخلت في ليبيا بجانب الانقلابي حفتر ومدته بالسلاح والمستشارين / المرتزقة العسكريين ودعمته إعلاميا وسياسيا و أيدت  تراجعه  عن  اتفاق الصخيرات تدعو اليوم الناتو لاجتماع لمناقشة “الدور  التركي العدائي وغير المقبول” ( كما وصفه بيان الخارجية الفرنسية) لصالح الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا  وبطلب منها . أعلم علم اليقين  (ولا أقول أعرف ) لماذا تفعل فرنسا كل هذا، و المسألة أبعد من مصالح نفطية وصفقات إعادة الإعمار وسأعود لهذا الأمر في وقت لاحق . فرنسا بموقفها الغبي خسرت الشعب الليبي نهائيا .

هذا ليس هو الهدف من هذه التدوينة هدفي هو مساءلة بعض اللذين يحسبون أنفسهم من اليسار ، هل الاصطفاف بجانب فرنسا موقف سليم؟ هل الاصطفاف بجانب الإمارات موقف ثوري يتماشى مع آهداف اليسار التحريرية ؟ هل الاصطفاف مع عميل أمريكي ومجرم حرب يريد أن يفتح ليبيا للنفوذ الصهيوني إن هي ساعدته إسرائيل في هزيمة الوفاق وتركيا ، موقف يدخل في سياق الصراع مع الأمبريالية ؟ .

في اليسار الكثير من شرفاء ومبدئيين نحترمهم ونقدر أدوارهم في مواجهة الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ولكن فيه بعض  من أصبحوا خارج الزمان حيث ما زالوا يجترون مقولات ويرددون أفكار لم تعد لها قيمة ووجود في الفكر اليساري العالمي الحالي كما يوجد به أدران و دماميل – كما هي موجودة في الإسلاميين والقوميين العرب والأمازيغ – فاقدة للبوصلة مصابة بالعمى الأيديولوجي  وقد آن الأوان لليسار أن يتخلص منها فهي أحد أسباب انحسار امتداده في الجماهير بممارساتها وأفكارها ومواقفها وأخلاقها .

*مصطفى المعتصم زعيم حزب البديل الحضاري المنحل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *