Le12.ma

خص سفيان بن محمد وهو عائد من العالقين سابقا بالجزيرة الخضراء باسبانيا جريدة   le12.ma  برسالة يروي من خلالها كيف عاش شهور المحنة كغيره من المغاربة العالقين، ويستعرض وجهة نظره حول مواقف مسؤولين مغاربة وقرارات الحكومة .. مؤكدا أن العودة لم تنهي المحنة، كترك عدد من العائدين سياراتهم في شوارع بلدان الاستضافة التي اعلنت مع رفع الحجر الصحي ببلادنها فرض غرامات ثقيلة بحق كل مالك مركبة مهملة تحت طائلة الحجز والمصادرة .

اليكم الرسالة.

 التواصل فن لا يتقنه على مايبدو المسؤولون المغاربة فهؤلاء يجب أن يتوقفوا عن  الترويج لفكرة أن البلد ليس له إمكانيات لأن ذلك يضر بسمعة الوطن.

 فكيف أن مسؤولا على رأس وزارة بالدولة والذي من مهامه تحسين صورة البلد بالخارج أن يصرح، علنا و أمام البرلمان أن بلادنا لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة وخصوصا منها الصحية لإجلاء مواطنيها في حين قامت بذلك دول أضعف  شأنا  من المغرب.

يبقى الأمر غير صحيح، والدليل تنظيم عمليات  الترحيل، التي عرفت نجاحا كبيرا بفضل كل مكونات هذه الدولة من طواقم طبية و رجال الجيش والدركيين و الشرطة

إن ملف العالقين العائدين شكل استثناءا لكن بالمعنى الإيجابي هذه المرة، فليس هناك دولة في العالم لم تطلب من مواطنيها أداء ثمن تذكرة الطائرة أو على الأقل دفع مصاريف الحجر الصحي سوى المغرب.

 وبالعودة الى إتهام دول بالتمييز يمكن اعتبار الأمر من الغباء السياسي  خصوصا  وأن التصريحات جاءت في مرحلة لم تحرك  فيها الدولة المغربية ساكنا لمعالجة ملف أبناءها العالقين.

وفي نفس السياق اود أن أشير إلى أن الارتكاز على عودة فقط المغاربة المقيمين بالمغرب دون ما سواهم يعتبر خطأ فادحا لا يغتفر.

كما أن الأمر يعتبر خرقا لدستور المملكة الذي لا يفرق في بنوده،  بين المغربي السائح والمغربي المقيم بالخارج.

إن من مغاربة المهجر من عادوا و استقروا بأحضان وطنهم ليقضوا ما تبقى من سنين  العمر هنا في المغرب و لا يملكون مسكنا في بلدان إقامتهم السابقة. حظهم التعس جعلهم اليوم بين من أغلقت الحدود في وجوههم. كيف لهم أن يعودوا و هم لا يتوفرون على  شرط  التأشيرة.

 اليوم نحن عدنا من إسبانيا بعد أكثر من شهرين و نصف من المنفى القصري بمدينة الجزيرة الخضراء.  لقد تم نقلنا لمركب سياحي بمدينة الفنيدق حيث تتوفر كل الظروف الملائمة لقضاء فترة الحجر الصحي.

ظهرت نتائج التحاليل الطبية سلبية لكل العائدين  جوا من إسبانيا

و إذا ما أردنا الإبحار أكثر  في أسرار عدد الحالات  الإيجابية بين  صفوف العائدين منذ الانطلاق المتأخر لعملية الإجلاء، فيمكن القول إذن أن هذه الأخيرة تبقى قليلة و إن ظهرت بعضها في صفوف العائدين من الجزائر أو مليلية المحتلة بالمقارنة مع حجم التخوف الذي كان سائدا في بداية الأزمة المرتبطة بالوباء والتي لا زالت سببا في تفرقة  عدد من الأبناء عن آباءهم و أمهاتهم.  

 في يوم الجمعة 13مارس الأسود لو أذنت السلطات للمغاربة بالعودة، استثناءا ممن كانوا أمام  معبر سبتة الحدودي والذي تم فتحه من جهة واحدة فقط  للسماح للمواطنين الإسبان بالعودة إلى بلدهم على مرأى المغاربة، ما كان هؤلاء  ليغوصوا اليوم في براثن أزمة نفسية جففت من قلوبهم و عقولهم ينابيع الثقة في مسؤولي هذا الوطن.

و ما كان سيتم تبذير الملايين من أموال  هذا الوطن و باليورو في وقت بدأت فيه ملامح ضيق اقتصادي تلوح في سماء المال و التبادل التجاري  بين الدول بسبب تفشي الوباء

وبالحديث عن الأزمة الإقتصادية، أود أن أشير إلى أن  مصاريف الإقامة  و المأكل و المشرب  طيلة  هذه المدة كانت  لتساهم في إعادة الحركة  لفنادق مغربية في وقت كان و لا يزال القطاع السياحي بالمغرب يحتضر. إن  الدولة المغربية، و رغم سوء التواصل الذي كشفت عن عورته أزمة كورونا نجحت  في التصدي للوباء و  تقليص عدد الوفيات  بإصرارها على العلاج بالكلوروكين  رغم  تحذيرات منظمة الصحة العالمية.

و في  الأخير أود أن  أشكر  كل  موظفي القنصلية العامة  بالجزيرة الخضراء و بالخصوص القنصل العام  الذي و بمهنيته و حنكته سيجد حلا لا محالة  للمغاربة العالقين ممن لديهم  سيارات مسجلة بالمغرب وذلك من  خلال تنظيم رحلات بحرية.

فحل العودة وترك العربات بإسبانيا يبقى اقتراحا غير منطقي و إن وافق عليه البعض مكرهين لأسباب مهنية أو عائلية.  

أود أيضا أن اشكر محبوب المغاربة العالقين السيد حسن الزرعي الذي لم يتوانى  في  خدمة إخوانه المغاربة العالقين  و السهر على راحتهم  بكل ما أوتي من جهد طيلة هذه المدة و يستمر تفانيه في خدمة  من لازالوا عالقين ليشكل بذلك قدوة و نموذجا للموظف المثالي.

  • سفيان بن محمد عائد من العالقين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *