اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و“جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.

ضيف اليوم، لاعب كرة السلة بالنادي البلدي البيضاوي و فريق Labège الفرنسي سابقا، عضو جامعي في ولاية يسري حمودة ونور الدين بنعبد النبي، و رئيس لجنة التحكيم واللجنة الرياضية والتواصل والقوانين والأنظمة سابقا، وصحفي متخصص في كرة السلة، بجريدة  (LE MATIN)يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة.  والبداية من هنا.

 

 رشيد الزبوري

 

التاريخ  

تعتبر رياضة كرة السلة، رياضة  للمثقفين، يقول مصطفى بوحافة، وقدم لمحة تاريخية لها قائلا “دخلت المغرب أوائل العشرينيات، وهي الرياضة الثانية بعد كرة القدم، لقد عرفت بروز عدة أجيال من الرواد واللاعبين والمدربين والحكام الذين لطالما كانوا يشيدون بكرة السلة“.

وأضاف “عام 1968 مثل المغرب جيل كبير مكون من عبد الجبار بلكناوي ومحمد العلوي وفاروق الغريسي المغرب في الألعاب الأولمبية في المكسيك، و في عام 1965، توج المغرب بطلا لإفريقيا، واحتل في عدة مناسبات أماكن فخرية في منصة التتويج، وشاركت عدة فرق في بطولة الأندية الأوروبية، من بينها الفتح والوداد و النادي البلدي البيضاوي ونهضة بركان ودار الأطفال البيضاوية، وتركت بصماتها في البطولات الإقليمية و القارية، البطولات العربية والمغاربية، وفي البطولة الوطنية ومنافسات كأس العرش“.

 تغطية صحافية

 وأشار بوحافة “أن هذه المشاركات تم تغطيتها من قبل الصحافة الوطنية (الصحف والتلفزيون والإذاعة) من قبل صحفيين متخصصين في الميدان، معظمهم من اللاعبين السابقين الذين تحولوا إلى الصحافة الرياضية (نور الدين اكديرة، عبد الجبار بلكناوي والحبيب الحسني) ، و شخصياً عشت هذه التجربة الرائعة مع دكتور يسري حمودة ثم نور الدين بنعبد النبي ثم محمد دينيا و فؤاد عمار، وهؤلاء جميعهم مارسوا كرة السلة واستطاعوا تطوير كرة السلة بالمملكة“.

 حمودة وبنعبد النبي  

شهدت كرة السلة طفرة كبيرة  في عهد يسري حمودة على الرغم من نقص الموارد المالية والغياب الفعلي للقاعات المغطاة في البداية، يقول مصطفى بوحافة، ” في عهد نور الدين بنعبد النبي، شهدت رياضة المثقفين تطورًا لا مثيل له أثرت في  تطوير وتنمية ممارسة كرة السلة في المغرب ومواكبة إعلامية متميزة، وبث عدد هائل من المباريات على شاشة التلفزيون، و تنافست القنوات التلفزية على نقلها، من بينها قناة الرياضية“.

 دينية

و أضاف “بعد تعيين محمد دينية رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، توقع جميع محبي كرة السلة، مستقبلا مشرقا لها، منعته نهاية ولايته المبكرة من تنفيذ المشاريع المبتكرة التي خطط لها، لتعيش بعدها كرة السلة الوطنية أزمة غير مسبوقة،  بعد أن تجاوز عدد الممارسين عشرة آلاف ممارس في بلد يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة“.

  بداية الخلافات

 بعد فترة كان بالإمكان أن تعرف هذه الرياضة تطورا كبيرا، برزت رؤية متوسطة وطويلة الأمد، واعتماد نصوص ملائمة تحكم الرياضة بشكل عام وكرة السلة على وجه الخصوص ،  ودفعها إلى الانضباط النبيل، لاحظ مصطفى بوحافة، ظهور خلافات و صراعات وحروب، أدى إلى تدهورها والدخول في سنة بيضاء، الثانية على التوالي، وقال ” انتقال كرة السلة من أشخاص لهم أفكار جديدة إلى آخرين، عقّد الوضع، وتخبطت هذه الرياضة في صراع أفكار، البعض يريد تطويرها والبعض الآخر، رؤيتهم لواقع المناصب “.

 مؤقت شتت الصفوف  

 بذلت اللجنتان المؤقتتان، كل ما في وسعهما لتوحيد الصفوف، لكن تعنت بعض الأشخاص، لم يسمح لها بإيجاد الحلول المناسبة، الأمر الذي ساهم في تشتيت أسرة كرة السلة المغربية، ولم تستطع إيجاد الحلول الناجعة لإنقاذها، والوقوف في وجه الذين تسببوا في مشاكلها  ووقفوا بمنع إعادة تأهيلها، يشير مصطفى بوحافة، ويعتبر أن السلطة الحكومية هي المسؤولة عن هذا الوضع.

  المحاكم

 ويعتقد بوحافة، أن ملف كرة السلة دق أبواب محاكم المملكة، في كل مرة، أكثر من ميدان التباري، نتيجة القرارات العشوائية التي صدرت عن المكتب المديري و الشطط في تطبيق القوانين و الخروج عن النصوص القانونية، وهو ما أثر بشكل كبير على تطور وتنمية رياضة المثقفين.

 الحلول

 وأضاف” يجب مراجعة النصوص القانونية وإطلاق المنافسات الرياضية وانتخاب مكتب مديري جديد قادر على عودة الشرعية بعد سنتين من البياض و خمس سنوات من الاندثار“.

 ويتخوف بوحافة، تنظيم المسابقات الإقليمية التي تجمع بين فرق القسمين الأول والثاني قائلا: “لابد من إيجاد صيغة بالتراضي لتنظيم بطولة وطنية، كما حدث في عام 1969، والتي اقترحها الراحل عبد الرحمن بوعنان (البراساج)، ويجب التفكير في صيغة المزج لكل الأندية، دون استبعاد أي فريق من القسمين الأول والثاني، ويُأخذ  بعدها أول فريقين أو ثلاثة فرق من كل مجموعة، للتنافس على لقب البطولة الوطنية وبالتالي تشكيل التقسيم بعد ذلك دون تباين كبير بين الأندية“.

 آخر الكلام

اختتم بوحافة تدخله قائلا: “يجب أن تتضافر جهود الهيئة الحكومية و اللجنة المؤقتة وعشاق كرة السلة للعودة إلى الانضباط الرياضي وعودة كرة السلة المغربية إلى المشهد الرياضي والإعلامي“.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *