في سياق ما يعرفه حزب الأصالة والمعاصرة من تراجعات مفزعة على المستوى السياسي والتنظيمي، أود في البداية أن أؤكد على أن المؤتمر الوطني الرابع ، بالطريقة التي تم إخراجها، لم يكن مؤتمرا ناجحا، ليس لأنه سقط تحت سيطرة طرف دون الأخر، بل لأنه فشل في تقديم عرض سياسي للمغاربة في مستوى اللحظة، كما أنه  أفرز مؤسسات بعقلية انتقامية .

ويكفي اليوم أن نتساءل كيف تحول المجلس الوطني من 500 عضو الى 700 عضو وعضوة خارج مسطرة التصويت أو الانتداب داخل الأقاليم؟ ، ومن الذي أقر هذه الزيادة؟، وإذا كان المؤتمر سيد نفسه، لماذا لم تنشر لوائح المجلس الوطني المصادق عليها في الجهات والأٌقاليم؟ وهي فرصة لأرفع التحدي لكي تنشر محاضر التصويت ؟.

ولا حاجة لي للتأكيد بأنني لا أنتظر إجابات من أي أحد لأنني أعرف حقيقة ما جرى ، قبل وخلال وبعد المؤتمر. وكل المناضلات والمناضلين يعرفون ما جرى، بل الرأي العام السياسي كله تابع ما جرى ويعرف تفاصيل العديد من  الأمور.وسيأتي وقت الحديث عنها.

وأعتقد بأن فشل المؤتمر الوطني الرابع كان تحصيل حاصل نظرا  للطريقة المغشوشة التي تم تهيي المؤتمر بها، ومن يدعي اليوم بأن الحزب ” أصبح قويا” يعرف جيدا بأنه كلام كاذب لأن حزب الأصالة والمعاصرة ليس له منخرطين منذ ثلاث سنوات، ولو لم يكن للحزب فريقيه البرلمانيين لكان قد انقرض من المشهد السياسي، كما أن القيادة الحالية تمثل تيارا واحدا وليس حزبا بكل مكوناته وتعبيراته.

وبقدر ما أتأسف للوضع الذي انتهى إليه الحزب بعد أن ارتمى في أحضان الحزب الإسلامي سليل حركة الإصلاح والتوحيد، بقدر ما أتأسف للدور الذي لعبه أحد “الأقطاب” في الانقلاب على حكيم بنشماش. وهو الدور الذي لا يليق بثقافته، وبمنطقته، وبأصوله،، وبتاريخه.لأن السحر سينقلب على الساحر، وكما تم استخدامه كورقة ضد رموز أبناء منطقته، أخشى أن يحين الدور ليتم الاستغناء عن خدماته.

لذلك، فإنني أحلم بأن ” يرجع الوعي الى وعيه” كما قال محمود درويش، وأن يتحرر من القبضة التي لا تليق به.

جمال شيشاوي من مؤسسي البام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *