جلال الحسناوي

 عرف مسلسل ” الغريبة ” الذي يبث يوميا في رمضان على شاشة القناة الثانية ، مشاركة الفنان المتألق جمال لعبابسي، قال عنه إنه ” مسلسل الغريبة هو من الأعمال التي تشرفت و كنت جد سعيد بالمشاركة ضمن طاقمها الفني ، فبطبيعة الحال هذا المسلسل حضي بمشاهدة مهمة و هامة جدا ، لكونه يتميز ببعض الأشياء التي تجعله يشد الانتباه و المتابعة ، بحكم أنه يجمع ما بين هو اجتماعي ، و ما هو إنساني بالدرجة الأولى ، و حالات اجتماعية مختلفة ، تكب أو تصب في اتجاه التضاربات و التطاحنات التي يعرفها كل مجتمع “.. وأضاف “بالفعل فهذا العمل الذي يعرض من خلال حلقاته العديد من الوضعيات من خلال مشاكل تتخبط فيها عائلات على مختلف المستويات، التي تعكس من ثمة الواقع المغربي .. ينضاف إلى هذه المسألة ، شيء مهم جدا ، كون الكتابة (و أحيي الأستاذ علي كزوز الإدريسي ) الذي تمكن من وضع أرضية للتضاربات و التجاذبات الثقافية و صراعات ذات مستوى يرقى بالأعمال المغربية إلى التمكن من عرض مشاكل تطرح ما يروج في الساحة الثقافية ، و التطاحنات التي توجد بين أناس يعيشون في عالم التأليف و النشر ، و هو عالم نجد فيه أناس ينتهزون وجودهم داخل هذا الكيان ، للقيام بأشياء لا تمث بصلة إلى الثقافة ، و في حين نجد أن الشخصية الرئيسية و التي قامت بالدور الأخت الجميلة فاطمة الزهراء بناصر و التي كانت رائعة في أدائها ، إذ عكست الإنسانة المثقفة التي تطمح إلى الرقي بالذوق بعد عودتها من ديار المهجر ، من خلال محاولتها الرقي بدار النشر كعنصر مهم من خلال كتابة مسلسل الغريبة .. دار النشر التي تعرف عدة تضاربات و حبكة في التطاحنات الواقعة بين العاملين فيها و الساهرين عليها و المشرفين على النشر”. 

 ومضى لعبابسي قائلا في تصريح لجريدة LE12.MA : “إن سر تميز مسلسل الغريبة يكمن في مناقشته لخانة الثقافة ، بحيث تصالح مع الجمهور المثقف ، و أتمنى صادقا أن تخوض الأعمال المستقبلية أكثر في هذا الاتجاه من الكتابة ، التي تطرح تلك المواضيع ذات العلاقة الوطيدة بالفعل الثقافي و بمستويات التضاربات التي تقع بين أناس الفكر و ذوي الإلمام بما يستحق النشر و المؤلفات التي تأخذ حيزا من الاهتمام في دور النشر ، يعني هناك صراعات و التي ربما من خلال أعمال أخرى يمكن أن نخرج بكتابات سيناريوهات التي تعرض لنا أمورا جديدة من خلال بعض المهن على سبيل المثال الشركات الإنتاجية و دواليبها على صعيد التصنيع ، و التضاربات في المنتوج التي تصل أحيانا إلى المحاكم ، يعني كتابة ذات رقي و إلمام و آليات ، حتى نخرج من النمطية التي تعرفها العديد من الأعمال بحيث ندور في نفس الدواليب …”.

وأضاف:”أنا سعيد جدا بالتواجد في هذا المسلسل و الاشتغال إلى جانب رواد الفن و التمثيل بما فيهم الفنانين المقتدرين عبد القادر مطاع  و الحاجة نعيمة المشرقي أطال الله في عمريهما ، بالإضافة إلى الفنان المهدي الوزاني مما يشكل تركيبة من الممثلين الرائعين ، بالإضافة إلى وجوه شابة و متألقة كالفنان هشام بهلول و الفنانة فاطمة الزهراء بناصر والفنانة مونية لمكيمل و الفنانة جميلة الهوني … تركيبة فسيفسائية – ما شاء الله –  كما أتيحت الفرصة إلى شباب من المعهد العالي للفن الدرامي و التنشيط الثقافي الذين شاركوا في العمل و كانوا رائعين في المستوى ، و أحيي جميع الإخوان الذين شاركوا في العمل كالفنان سعيد قيلش الذي أبهرني بأدائه و فنانين آخرين ، فالكل كان رائع في أدائه و ضبط الشخصية كما ينبغي”.

 و تابع الفنان جمال لعبابسي في السياق ذاته : ” أما من حيث الجانب التقني فكان طاقم من الأطقم الرائعة الشابة التي سهرت على إنجاز هذا العمل و أحيي كل الشباب المشرفين على الجانب التقني ، من الكاميرامان ، الصوت ، الديكور ، الماكياج ، اللباس … ، في أجواء أخوية بحيث يخيم على العمل جو عائلي في ظروف اشتغال مريحة ، الشيء الذي جنينا ثماره من خلال المشاهدة التي تقدر بالملايين في اليوم ، فتحية للأخ و الصديق أحمد بوعروة الذي نعتز به و نعتز بالاشتغال معه ، و إلى المخرجة الرائعة الأخت جميلة البرجي بنعيسى ، التي أحييها و أشد على يديها ، فجميع الإخوان الذين كانوا وراء هذا الإنتاج المحترم الذي يليق بجميع الشرائح من خلال الوضعيات الاجتماعية المعروضة من خلال حلقاته “..

وبالنسبة للدور الذي قمت به و هو دور فيصل مدير دار النشر،  الرجل الشرس القوي و الفارض وجوده في دار النشر ، الشيء الذي ساهم في ترسب أطماع و مبتغيات أدت به إلى أنه سيقوم في أجواء الثقافة بفعل إجرامي ، “هي شخصية غريبة عني ، و أتمنى أن أكون قد وفقت في أداء هذه الشخصية بحالاتها و أحاسيسها و بكل ما تحمل هذه الشخصية من تركيبات … فشكرا على هذه الثقة التي وضعت فيّ من خلال هذا الدور ” .

 جدير بالذكر أن مسلسل ” الغريبة ” الذي عرف متابعة كبيرة وقياسية بلغت 8 ملايين مشاهدة ، و الذي أكد النقاد أنه أنهى الأزمة بين المثقفين المغاربة وتلفزيونهم المغربي و الذي وصفته أقلام رجال الإعلام بكونه مسلسل اجتماعي يعكس صورا و تلوينات عديدة للمرأة المغربية ، هو من إخراج المخرجة المخضرمة جميلة البرجي بنعيسى ، وتأليف الأستاذ علي الإدريسي كزوز، وتنفيذ الإنتاج و الإدارة الفنية للمبدع أحمد بوعروة الذي اشتهر بتقديم ثلة من الأعمال الدرامية و الكوميدية ، إذ يتمحور المسلسل الاجتماعي حول شخصية سعاد الهواري ، التي تعود إلى أرض الوطن بعد غياب دام عشر سنوات ، و التي ستواجه العديد من العراقيل و المشاكل عندما حاولت الاندماج مع محيطها. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *