إختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين في كرة السلة الذين “بحت” حناجرهم و “جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.
ضيف اليوم، سعيد بنشرقي صحفي سابق في (l’opinion)، المتخص في كرة السلة المغربية، لاعب سابق ومدرب لعدة أندية وطنية و مدرب سابق للمنتخب الوطني المغربي لكرة السلة إناث ومحلل رياضي، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.
رشيد الزبوري
شهدت كرة السلة” يقول سعيد بنشرقي” تغييرا جذريًا في المحتوى والشكل بعد الاستقلال، بعد أن أظهر رؤساء الجامعة درايتهم ونضجهم في مستوى تسيير وتدبير مؤسسة الجامعة، الأمر الذي أدى إلى تطوير العمل داخل الأندية والعصب، ويسهل الوصول إلى بلورة إستراتيجية الجامعة.
وأضاف “لكن مع الأسف الشديد، لوحظ تراجع هذا الانسجام بين مكونات أسرة كرة السلة المغربية، أدى إلى تدهورها، نتيجة غياب الرؤية الواضحة والعمل وفق أحكام مقتضيات القانون، مما خلف ارتباكا عند الفاعلين”.
الستينات
وأشار ” بنشرقي” أنه على الرغم من الموارد المالية المحدودة، التي كانت متوفرة من قبل، كانت كرة السلة الوطنية، متواجدة بقوة على المستوى الإفريقي، وخاصة في الستينيات التي كانت الفترة الأكثر ازدهارًا، مع لقب بطل إفريقيا سنة 1965، ووصيف البطل مرتين، سنتي 1962 و 1967، و المشاركة في الألعاب الأولمبية بالمكسيك سنة 1968، بوجود رؤساء أندية و جامعة، يستغلون بنظام وانتظام، تركوا بصمات إيجابية على الساحة الرياضية.
تنويه
ونوه”بنشرقي بالعمل الجبار الذي قام به رؤساء الجامعة السابقين، الراحل بناني سميرس، التهامي بنيس، الصقلي، العلمي، الإبراهيمي، الدكتور يسري حمودة وأخيرا نور الدين بنعبد النبي، الذين ساهموا في عملية التطوير والرفع من وتيرة الأنشطة الرياضية وتكوين المدربين والحكام، ودخول رياضة الأساتذة عالم الإعلام والتواصل والإشهار، بعد أن عرفت كرة السلة ببلادنا، نقل جل مبارياتها على المباشر لأكثر من أربع مرات في الأسبوع وأصبحت تتنافس مع كرة القدم في ولاية بنعبد النبي.
التكوين
واستغرب سعيد بنشرقي، عدم استغلال المركز الوطني لكرة السلة الذي شيد في عهد نور الدين بنعبد النبي، و دشنه الوزير الأول السابق إدريس جطو عام 2006، الذي كان مفخرة رياضية، سهر على تكوين مجموعة من اللاعبين والمدربين، والذين ما زالت بصماتهم موجودة لحد الآن، إلا أنه مع الأسف، عرف المركز إغلاق كلي، ولم يتم فتحه إلا بعد أن قرر وزير الشباب والرياضة السابق رشيد الطالبي العلمي إعادة تشغيله من جديد، خلال الألعاب الإفريقية الأخيرة التي جرت ببلادنا، ومع ذلك فالمركز مازال فارغا من فرص التكوين والتدريب.
الهاوية
ونبه”بنشرقي” إلى خطورة الوضع الحالي لكرة السلة ببلادنا، بوجودها في قاع الهاوية، وأشار، أن الوزارة تتحمل القسط الأوفر في ذلك، بعد أن عينت لجنتين مؤقتيتين ولم تستطعا إيجاد الحلول الناجعة لإنقادها، ولم تتعامل مع ملف كرة السلة، بمشاركة خبراء في الميدان.
الأصل
وللتعرف على هذه الرياضة، يرى سعيد بنشرقي، “علينا فقط أن نلقي نظرة على عمل العصب الجهوية في تنظيم بطولاتها، للحصول على فكرة عن القيمة التقنية لكرة السلة الوطنية، فهي تعرف الغياب التام على جميع المستويات رغم أنها القلب النابض لدور الجامعة في تكوين الخلف وعندما يتوقف القلب عن الخفقان يتوقف كل شيء “.
العودة
واختتم بنشرقي:” حان الوقت لمكونات كرة السلة الوطنية، لوضع الاختلافات، جانباً من أجل رفاهية الشباب المتحمس لرؤية الكرة البرتقالية تمارس على أرض الواقع، والسهر على تطويرها وتطبيق القانون بحذافيره، و عودة المعارك الكبرى للبطولة ، من أجل عودة الأجواء الدافئة التي كان الجمهور المغربي يعيشها قبل سنوات، والتي غابت مع الأسف في السنين الخمس الأخيرة”.