الرباط جواد مكرم

عين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا اليوم الجمعة بالبيت الأبيض ، العالم المغربي منصف السلاوي مشرفا علميا على عملية “Warp Speed ” التي تهدف إلى التوصل” على وجه السرعة” إلى لقاح مضاد لمرض كوفيد- 19.

وأعلن الرئيس ترامب من حديقة البيت الأبيض “نحن فخورون بأن نعلن (…) أن كبير العلماء في عملية Warp Speed سيكون الدكتور منصف السلاوي ، عالم المناعة ذي الصيت العالمي والذي ساعد على إيجاد أربعة عشر لقاحا جديدا (…) خلال عشر سنوات من عمله بالقطاع الخاص”.

ووصف الرئيس الأمريكي الدكتور السلاوي بأنه “من أكثر الرجال الذين يحظون بالاحترام  في العالم في مجال  إنتاج اللقاحات” ، مشيرا إلى أن الهدف من عملية” Warp Speed” هو ” استكمال التطوير ثم التصنيع وتوزيع لقاح لفيروس كورونا في أقرب وقت ممكن”.

وأكد قاطن البيت الأبيض أن الامر يتعلق ب “مشروع علمي وصناعي ولوجستي عملاق لم ير له بلدنا مثيلا منذ مشروع مانهاتن”.

وفي كلمة المناسبة ، أعرب الدكتور السلاوي عن اعتزازه بقيادة “هذا المشروع الاستثنائي” خدمة للعالم أجمع.

ويأتي تكليف الدكتور السلاوي بعد أسبوعين من إعلان الرئيس ترامب عن عملية تروم تسريع إنتاج لقاح  مضاد لكوفيد-19 وتنظيم خطط توزيعه.

وأكد المدير العلمي لعملية “وورب سبيد”، البروفيسور المغربي منصف السلاوي، اليوم الجمعة بالبيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على إنتاج “مئات الملايين من الجرعات” من لقاح ضد فيروس كورونا بحلول نهاية 2020.

وقال البروفيسور السلاوي، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعيينه رسميا مديرا علميا لعملية +وورب سبيد+، “لقد قمت في الآونة الأخيرة بمراجعة البيانات الأولية المتعلقة باختبار سريري للقاح ضد فيروس كورونا. وقد عززت هذه البيانات ثقتي في أننا سنكون قادرين على إنتاج مئات الملايين من الجرعات بحلول نهاية سنة 2020”.

وتابع “أعتقد أن أهداف عملية +وورب سبيد+ جد موثوقة وصعبة للغاية في الآن ذاته”، مضيفا “لكني واثق جدا من أن فريقنا الحكومي، وبفضل دعم الجيش وشركائنا في القطاع الخاص، سيكون قادرا على بلوغ هذه الأهداف”.

وأردف الخبير المغربي قائلا “سنركز أيضا على الإسراع بتطوير أدوية لأولئك الذين أصيبوا للأسف بالفيروس، مع تجويد اختبارات تشخيص المرض”.

وعين الرئيس الأمريكي أيضا الجنرال غوستاف بيرنا للمساعدة في الإشراف على هذه العملية غير المسبوقة.

كيف اختاره ترامب؟

مثلت إقالة الدكتور ريك برايت، المدير السابق لهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم، وهو المسؤول الحكومي الأرفع عن تطوير الأدوية والمضادات الطبية، فرصة للإدارة الأميركية للبحث عن مسؤول تتركز في يده المهام العلمية المكافحة لوباء كورونا.

وأقال ترامب الدكتور برايت على خلفية معارضته استخدام دواء “الهيدروكسي كلوروكين” في علاج مرضى كورونا على العكس مما طالب به الرئيس ترامب.

وحذر برايت لاحقا من المخاطر القادمة، وذكر أن الولايات المتحدة ستعرف “الشتاء الأكثر ظلمة بالتاريخ الأميركي المعاصر” في إشارة للشتاء المقبل.

وسعى البيت الأبيض لاختيار شخص يتمتع بمواصفات خاصة علمية وإدارية للإشراف على فريق حكومي واسع بهدف التوصل للقاح فعال ضد كورونا.

وضمت قائمة المرشحين المبدئية عددا من كبار العالم في مجال تطوير الأدوية، على رأسهم المغربي منصف السلاوي والعالِم من أصول جزائرية إلياس زيرهوني الذي سبق له ترؤس معهد الصحة القومي الأميركي في عهد الرئيس جورج بوش الابن، والذي له خبرات واسعة في تطوير اللقاحات بشركة سانوفي.

 صهر ترامب

وأجرى صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر و السيدة ديبرا بريكس، عضوة فريق إدارة أزمة كورونا بالبيت الأبيض، إضافة لوزير الصحة أليكس آزار مقابلة مع الدكتور السلاوي، نجم عنها إجماعهم على أنه الرجل المناسب للمهام الصعبة.

ولم يتفق موقف الدكتور السلاوي دائما مع ما يصرح به الرئيس ترامب فيما يتعلق بمستقبل الوصول للقاح فعال أو مصل يقضي على فيروس كورونا، وأكد السلاوي أنه لن يغير قناعاته بعد انتشار أخبار اختياره لهذا المنصب.

فور تقاعده بعد 29 سنة قضاها بشركة جلاكسو سميث كلاين لتطوير لقاحات مضادة للملاريا والإيبولا وسرطان الحنجرة والرحم وغيرها من الأمراض الفيروسية، هاهو البروفيسور المغربي منصف السلاوي، تختاره أمريكا من ضمن خمس خبراء عالمين كبار في مجال الفيروسات  لقيادة لجنة علمية تعكف على إيجاد علاج لفيروس كورونا.. لإنقاذ البشرية من هدا الوباء القاتل..

منصف السلاوي. بروفيسور مغربي ضمن لجنة طبية أمريكية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا 

 من هو السلاوي؟

فمن هو البروفيسور المغربي منصف السلاوي السوسي الأصل البيضاوي النشأة.. وماهي مكانته العلمية بين نخبة علماء العالم؟ وما هي أسرار قصة نجاح..لمفخرة الغرب والعرب.. جريدة le12.ma،  التي كانت سباقة إلى تتبع أخبار العالم السلاوي،بحثت في سيرة ذاتية طلبها إنسان.. وأعدت البروفايل التالي..عن واحد من أبناء وطننا الغالي..إبن سوس العالمة والدار البيضاء العظيمة.. والبداية من هنا.

 سوس العالمة

ولد البروفيسور منصف سلاوي بمدينة أكادير سنة 1959، ونشأ بمدينة الدار البيضاء حيث كان حلمه أن يصبح طبيبا، هذا الطموح قاده إلى تحقيق مسار كبير كباحث لدى إحدى كبريات شركات اللقاحات الأوروبية والعالمية جلاكسو سميث كلاين الأمريكية.

 بعد حصوله على شهادة الباكالوريا بثانوية محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، إختار هذا الأب لثلاثة أطفال أن يتابع دراسته بإحدى جامعات بلجيكا، وهناك لم يستطيع الاندماج  ولم يستطع أن يصبح طبيبا، لكن شاءت الأقدار أن يصبح فيما بعد أستاذا بتلك الجامعة التي درس بها ولم يوفق حينها، وليتمكن أيضا فيما بعد في الحصول على دكتوراه الإجازة  في الطب البيولوجي ثم دكتوراه في البيولوجيا الدقيقة، وأمراض الدم والعلاجات النووية في الجامعة الحرة ببروكسيل التي قضا بها ثلاث سنوات.

يقول البروفيسور السلاوي:” بعد حصولي رفقة زوجتي على شهادة الدكتوراه قدمنا ملف ترشحنا لمتابعة الدراسة  في سلك الدكتواره بجامعة هافارد ، قضينا ثلاث سنوات ببوسطن مابين 1983 و1985 “.

غادر الولايات المتحدة الأمريكية بعد نهاية تكوينه لأن زوجته كانت على اتصال مع “قناص” الأدمغة  بشركة جلاكسو سميث R-A-T  الأبحاث والصناعة الصيدلية، وهي شركة مختصة في اللقاحات والتي أصبحت تسمى اليوم جلاكسو سميث كلاين .

عندها اقترحت عليه الشركة أن يعود مجددا إلى بلجيكا لأجراء بحث  في مشروع لقاح ضد مرض السيدا ـ إلى يومنا هذا لم يوجد اللقاح بعد بحكم المقاومة الكبيرة والتطورات التي يعرفها هذا الفيروس.”بالمقابل نحن في الطريق الصحيح لإيجاد مقاربة علاجية يمكنها حماية الإنسان من هذا الفيروس، وهي إيجاد مضاد يمكن من صد الفيروس، وهو مضاد سيتم حقنه في كل شهر خاصة بالنسبة للأطفال المزدادين من أم مصابة بالسيدا ” ، يسجل منصف سلاوي الذي سيصبح فيما بعد أستاذ باحث بكلية الطب ببلجيكا بمجرد عودته من أمريكا.

دماغ جلاكسو

بوجود سلاوي على رأس مجلس إدارتها استطاعت شركة جلاكسو سميث إنتاج 24 دواء جديد في ظرف 6 سنوات في الوقت الذي كانت تنتج فيه سابقا مابين 1 و10 دواء.  يقول سلاوي ” في نفس الوقت التقيت رئيس جلاكسو سميت (R-T-A)، الذي اقترح علي منصب مستشار علمي لأمراض الدم  بشركة جلاكسو سميث كلاين  وهو المنصب الذي شغلته لمدة ثلاث سنوات “.

إيمانا واقتناعا منه بـ “سلطة ” اللقاحات على إنقاذ أرواح الملايين من الناس واصل بعد ذلك البحث في مجال اللقاحات ” في سنة 1988 ” التحقت بشركة جلاكسو سميت كلاين كباحث في العلوم هدفه اكتشاف لقاح ضد “الهيربيس” وآخر ضد الملاريا الذي تم التوصل إليه في سنة 2015″.

خلال 15 سنة من سنة 1988 إلى سنة 2003 ، شارك الباحث منصف سلاوي  في اكتشاف كل المنتجات الدوائية للشركة ، ضد ” روتافيريس”، ولقاح  سرطان الحنجرة و  الأورام الرؤية .. الذي يعد لحد الساعة العلاج الوحيد للمرض .

هذه اللقاحات تم الموافقة عليها كلها بأوربا وليس بأمريكا ، ولهذا السبب لم تسجل جلاكسو سميث كلاين حضورها بمجال البحث العلمي بالولايات المتحدة الأمريكية  ، ولتجاوز هذا المشكل  ، يوضح منصف سلاوي البروفيسور المغربي ، قامت الشركة الأوروبية بخلق مركز الأبحاث “روكفيل ” والذي سمي مؤخرا ” مركز السلاوي للأبحاث في اللقاحات  “.

» اليوم هناك أزيد من 300 باحث ليصل العدد فيما بعد إلى 400، كلهم يشتغلون بهدف تطوير لقاحات يتم الموافقة عليها بالولايات المتحدة الأمريكية ” يسجل منصف السلاوي.

 لكن قبل هذا وفي سنة 2003 حينما كان عمره 44 سنة التحق منصف بالمركز الدولي لجلاكسو سميت كلاين الكائن مقره ب “فيلاديفين ” حيث عين رئيس القسم التجاري للتطوير و الإنتاج، هذا المنصب الذي جعله يصبح رئيس قسم تطوير البحث الشامل بالشركة في سنة 2006  حيث كانت مهمته إعطاء نفس جديد  للبحث والتطوير داخل المختبر الصيدلي الذي أصبح أكثر إنتاجية ،  “خلال عشرة سنوات السابقة لسنة 2011  وافقت الوكالة الأمريكية  للأدوية والأغذية (FDA) ،على اعتماد دواء واحد لشركة جلاسيو سميت كلاين، يضيف منصف سلاوي الذي سيصبح على رأس قسم اللقاحات العالمية في سنة 2014 .

لقد ساهم طموح رئيس مجلس إدارة هذه الشركة  في إعطاء دينامية جديدة  لتطوير البحث وذلك منذ سنة 2008.  يوضح منصف السلاوي ” منذ سنة 2011 إلى الآن استطاعت جلاسيو سميث كلاين إنتاج 24 دواء جديد معتمد من قبل الوكالة الأمريكية  بميزانية استثمار أقل بنسبة 30 في المائة مقارنة مع السابق ” وبهذا الإنجاز يكون فريق الباحثين بالشركة قد ساهم في تخفيف معاناة  مابين 16000 و1000 مصاب يضيف البروفيسور المغربي.

وصفة السلاوي

أعطت الوصفة  اللقاحية للبروفيسور السلاوي ، منحى آخر للمختبر الصيدلاني الذي أسسه  تحت مسمى الطب الحيوي الإلكتروني. حيث توصل إلى إمكانية زرع جزيئات جينية عبر الجهاز العصبي للجسد المصاب بمرض مزمن.

بعد بدء الإختبارات والتجارب على الحيوانات في سنة 2012 ، لاحظ  فريق بحث البروفيسور السلاوي أنه يمكن علاج 14 مرضًا مزمنًا كمرض السكري و التهابات الذئبة والربو والسمنة …

 “التجارب السريرية لتطوير هذا البحث  بدأت سنة  2018، ولتطويره ، تم تأسيس شركة باسم Galvani Elctronics “في شهر غشت من سنة  2016  بشراكة مع Verily Sciences ، وهي شركة تابعة لشركة Google مكرسة للبحث  الطبي الحيوي  الإلكتروني  أو الطب الإتصالي عن بعد .  ” سوف تستثمر 750 مليون دولار على مراحل”. حسب البروفيسور السلاوي .

في شهر يونيو من نفس سنة 2018، سيتقاعد منصف السلاوي من جلاكسو سميث كلاين، ويصبح رئيسا لشركة  Galvani Elctonics، وليحقق طموحه بالنجاح في مشروعه الكبير وهو “أن يصبح بإمكان المريض الذهاب عند الطبيب ، وتزرع له جزئيات جينية صغيرة على العصب بحجم حبة الأرز باستخدام الروبو ” ،  آمل أن ينسى المريض خلال الجيل الثاني أو الثالث من هذا العلاج مرضه وينسى بأنه من الضروري استعمال الدواء كل يوم “هكذا عبر البروفيسور السلاوي عن طموحه وحلمه لفائدة الإنسانية .

رهن إشارة الوطن

بعد حصوله على التقاعد يطمح مخترع لقاح الإيبولا،  إلى الانضمام إلى مجالس إدارة العديد من الشركات المنخرطة في مشاريع  بحثية تحويلية مثل الإلكترونيات الحيوية. ” لقد كنت دائما أشتغل في الميدان مع فريقي لمدة 29 سنة  لكنني الآن أبتعد قليلا عن العمل داخل المختبر ، لأتفرغ أكثر للإدارة مجالس شركات الأدوية والإشراف العلمي”.

و في المغرب ، يأمل البروفيسور في المشاركة في المشاريع البحثية حيث يمكن للمملكة في نظره أن تحدث فرقاً للأبحاث، وهذا هو هدف حضوره في الدار البيضاء حيث يلقي محاضرات ويلتقي أكاديميين. و نصيحته لتطوير البحث في المجال الطبي هي اختيار مشاريع محددة يمكن أن تعطي ميزة تنافسية للمغرب، خاصة بالنسبة للأمراض المزمنة في البلاد.

المصادر: الجزيرة+لاماب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *