سعيا منها لحلحلة ملف كرة السلة المغربية الشائك في أفق عودة الروح إلى رياضة المثقفين ما بعد وباء كورونا، فتحت الجريدة الإلكترونية le12.ma، باب مناقشة الموضوع، عبر دعوة عدد من الفعاليات لشرح آرائها وأفكارها للخروج من الأزمة، التي لم يستطع أحد، في عهد عدة وزراء ولجنتين مؤقتتين، إعادة الحياة لكرة السلة.

لذلك وجهت الجريدة الإلكترونية le12.ma، أسئلة لعدة متدخلين في ، للإجابة عنها، نسردها على شكل حلقات.

ضيف اليوم  هو المهدي المعدني رئيس اتحاد الفتح الرياضي، الذي تقلد مهام أعرق فريق وحامل الرقم القياسي من الألقاب على الصعيد الوطني ب 17 لقبا، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.

 

إعداد- رشيد الزبوري

 

يعيش المهدي المعدني، فترة الحجر الصحي رفقة عائلته الصغيرة، فترة إعتبرها:”مناسبة لا تعوض للاقتراب أكثر من العائلة و مشاركتهم في بعض الأنشطة الترفيهية و العملية” مضيفا” كما هي فرصة لإعادة ترتيب الأوراق من الناحية المهنية، ولإعداد برامج و تصورات لتطوير الممارسة داخل مدرسة فريق الفتح الرياضي و كرة السلة بصفة عامة في ظل الجمود و نقطة الصفر التي عدنا إليها”.

 

البياض والوباء

وحول واقع كرة السلة، قال المعدني، بالنسبة لفريق الفتح ، فالتوقف الذي عرفته البطولة السنة الماضية، كان له تأثير جد سلبي ترتب عنه خسائر مادية، باعتبار السنة كانت بيضاء، و فقد الفريق، على إثره عددا كبيرا من اللاعبين، بعد أن كان ملزما بإعادة بناء فريق تنافسي، وبعد الثقة التي كان يأمل إليها في بناء المستقبل، وأن تتطور الأمور و تنطلق البطولة، لكن الله قدر و شاء. و جاء الوباء.

 

تضاعفت الخسائر

 

في ظل هذه الظروف، يضيف المعدني، تضاعفت الخسائر بالنسبة لفريق الفتح، باعتباره من الفرق القلائل التي استعدت لانطلاق البطولة بشكل جيد، حيث قام بعدة لقاءات إعدادية و انتدب لاعبين متميزين، بالإضافة إلى إشراك مجموعة من العناصر من فئة الشبان.

واعتبر المهدي المعدني، أن السبب الرئيسي في المشاكل التي تعرفها كرة السلة المغربية، تعود أساسا إلى كونها أصبحت تسير من طرف أناس دخلاء على هاته الرياضة، ولا علاقة لهم بها.

فمن مارس كرة السلة و تربى في أحضانها لا يمكنه بتاتا الإساءة إليها أو إلى العاملين بمحيطها، ومن تشبع بمبادئها لا يمكنه تخريبها لحسابات شخصية ضيقة. وقال إن كرة السلة كانت و سوف تبقى رياضة المثقفين و رياضة النخبة.

و اعتبر أن الأخطاء كانت مشتركة بين جميع المتدخلين سواء كانوا أندية أو جهاز جامعي، لكن تدبير الأزمة كان سيئا للغاية وأدى الجميع ثمن ذلك.

 وأشار أنه لا يعقل أن تجمد أنشطة ثاني رياضة شعبية بالبلاد بتلك الطريقة، وكان من الأجدر تدبير الأمور بطرق مخالفة، دون المساس بسيرورة الأنشطة الرياضية، وأن التاريخ لن يسمح لمن تسببوا في ضياع مجموعة من الرياضيين و عائلاتهم جراء ذلك، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي تكبدتها الأندية المجدة و الملتزمة بأداء أجور لاعبيها و مؤطريها في ظل هذه الأزمة.

و يتفق المهدي مع جميع فرقاء كرة السلة المغربية، بأن تأخذ الأحكام القضائية مجراها، وعلى الجميع السير نحو التقدم للأمام، لتجاوز الأزمة و إضفاء الأولوية للنشاط الرياضي، بعيدا عن الحسابات السياسية و الشخصية الضيقة.

 ويحز  في النفس، يقول المعدني، حرمان المئات من الشبان و الشابات من التباري و فقدانهم للتنافسية جراء قرارت و مزايدات بين أشخاص غالبيتهم لا تهمهم مصلحة هذه الرياضة الأنيقة بقدر ما يهمه تحقيق مصالح شخصية.

 

طي صفحة الماضي

 

وطالب المعدني، بطي صفحة الماضي والعودة السريعة للتباري داخل رقعة الملعب بدل إضاعة الوقت و الطاقة في الملاسنات و الأمور الواهية، و تمنى أن يكون الوزير الجديد فأل خير على هذه الرياضة و يعتبر إصلاحها من أكبر الأولويات في مهمته الجديدة رغم الظروف العصيبة التي يعرفها العالم، و يدفع بعجلة الإصلاح بيد من حديد حتى لا تعرف هذه الرياضة أزمة إضافية.

ونبه إلى أنه إذا استمر التعنت و الرغبة في فرض الآراء الشخصية، سوف لن نخرج من عنق الزجاجة، و سنظل نتخبط في هذه الأزمة إلى ما لا نهاية و لن تنجح أية لجنة مهما كانت كفاءتها.

ويرى المتحدث نفسه، أن الوقت الحالي يفرض قليلا من التعقل والرصانة للدفع بهذه الرياضة إلى الأمام و إخراجها فورا من الأوحال، إذ تقتضي الظروف الراهنة شيء من نكران الذات و التفكير في مستقبل هذا الجيل و الأجبال القادمة، و المطالبة بتطبيق القانون مع تبسيط الاجراءات، دون التنازل أو جبر الخواطر لإرضاء جهة أو أخرى.

 

تسرع اللجنة

 

وأشار المهدي المعدني، بأن اللجنة المؤقتة رغم حسن نيتها و محاولتها الإسراع لإخراج القوانين والأنظمة تفاديا لعقوبات الجامعة الدولية للعبة، تسرعت بعقد الجمع العام غير العادي للمصادقة على القوانين.

ويعتبر المعدني، أنه كان من الأجدر انتظار أجوبة و اقتراحات الأندية حتى تمر الأمور بإجماع ، قائلا  : “رغم أن هذه الكلمة افتقدناها مؤخرا في هذه الرياضة”. ويقترح المتحدث نفسه، عدم ضياع أكثر من الوقت و استغلال هذه الفترة من الحجر الصحي، للمضي إلى الأمام و الإعداد لجمع عام انتخابي بغض النظر عن حيثياته و نتائجه، إذ سيكون فرصة مواتية للمصالحة بين جميع مكونات اللعبة وخصوصا الرأي العام الرياضي الذي أصبح يمل الحديث عن مشاكل كرة السلة و ينتظر بشغف العودة إلى التباري.

 

ضبط انخراط الفرق

 

وطالب المعدني بضبط مسألة الانخراطات و إلزامية أداء الواجبات المالية، و الالتزام بضوابط و شروط الاعتراف بشرعية الأندية دون أي نوع من الإقصاء، معتبرا أن كل ناد يود التصويت في الجمع العام وجب عليه استيفاء هذه الشروط، عدا ذلك يمكنه الحضور كملاحظ، مستغربا ” كيف لبعض الأندية في صيغتها القديمة لا تتوفر على أكثر من 20 ممارس و تريد التمتع بجميع الصلاحيات داخل الجموع العامة؟”.

وحول تطلعه المستقبلي للعبة، يقول رئيس فريق الفتح، “أنا جد متفاءل و أملي كبير أن تنفرج الأمور على يد الوزير الجديد و يكون فأل خير على كرة السلة و على الرياضة المغربية بصفة عامة، لأنني أومن بالرجالات بغض النظر عن انتماءاتها السياسية و الحزبية”.

وأضاف، حسب معلوماتي البسيطة، فالوزير يتوفر على الكفاءة اللازمة لتدبير هذا الملف لكن ذلك يبقى رهينا بتضافر جهود جميع المتدخلين في اللعبة من عصب ورؤساء أندية و لاعبين وحكام وعاملين، حتى لا نخلف عهدنا مع التاريخ و نسيء مرة أخرى لرياضة أنيقة أنجبت العديد من النجوم و الشخصيات البارزة وطنيا و دوليا “لقد إشتقنا إلى الباسكيط”، يقول المهدي المعدني، في ختام مشاركته في حلقة اليوم من حلقات ملفات”كرة السلة”، الذي تنفرد بنشرها الجريدة الالكترونية le12.ma.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. Allaahomma irfa3 3anna had alwabaa’ w in chaa’Allah terje3 korat ssalla ilaa majdihaa bi9iyaadat za3iim al’andia le GRAND F.U.S de Rabat ♡