جواد مكرم

في الوقت الذي وجد مئات الفنانين في المغرب أنفسهم معزولين من الدعم الذي اعتمدته لجنة اليقظة الاقتصادية، في إطار التدابير التي اتخذتها لمساعدة المواطنين الذين مسهم الضُر إثر تداعيات فيروس كورنا المستجد، عمق مجلس جهة الدارالبيضاء-سطات الذي يرأسه مصطفى الباكوري، الأزمة التي يعيشها العديد من الفنانين المسرحيين بالجهة، من خلال تجاهله لمعاناة أفراد أزيد من 19 فرقة مسرحية، ماتزال تنتظر صرف مستحقاتها المالية، بعد مشاركتها في مهرجان من تنظيم الجهة نفسها.

وبحسب مصدر مطلع، على ملف المهرجان، عبر عشرات الفنانين المحترفين عن استيائهم من طريقة التجاهل التي يعتمدها مجلس الجهة، وتحديدا المثقف نائب مصطفى الباكوري، في التعاطي مع ملف “الدورة الثانية لمهرجان المسرح الجهوي” الذي انطلق بين 15 و17 نونبر الماضي، والمُنظم من قبل الجهة بشراكة مع “مسرح الكاف”.

وأكد مصدرنا، أنه في وقت يفترض أن يبادر المجلس، خاصة في هذا الظرف الذي أقفلت فيه المسارح ودور الثقافة أبوابها امتثالا لظروف الطوارئ الصحية، و الوقوف إلى جانب الفرق المسرحية التي كانت أساسا متينا في إنجاح الدورة السابقة من المهرجان، عمق “كسر الخاطر” من معاناة هؤلاء الفنانين.

في السياق ذاته، عبر فرع الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة بجهة الدار البيضاء – سطات عن أسفه من تجاهل مجلس الجهة للحقوق المشروعة لـ 20 فرقة مسرحية وثُلَّةٌ من المهنيين والروَّاد، شاركوا قبل 7 أشهر ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان المسرح الجهوي، الذي نظَّمهُ مجلس الجهة، بشَراكة مع فرقة “مسرح الكاف” التي يرأسها الفنان عبد الإله عاجل.

وأعلن فرع الفيدرالية في بلاغ عمم أمس الأربعاء، على وسائل الإعلام وتوصلت الجريدة الالكترونية LE12.MA، بنسخة منه،  أنه “يُتابع هذا الوضْعَ مُنذ مُدَّة، ويترقَّبُ بقلقٍ شديدٍ وعن كتب ظروف 19 فرقة مسرحية شاركت في الدورة إيَّاها، خاصة في ظل وضعٍ عَصيبٍ تحكمُهُ ظروفٌ اجتماعية قاسيَّة، ويُتابِعُ من جهة أخرى وبحماس يشُدُّ الأنْفاس تحرُّكات الفرقة المُنظمة، “مسرح الكاف”، بينَ المصالحِ الإداريةِ بمقرِ الجهة، وسَعْيِها الحثيتِ لتمْكينِ المَسْرحيِّين من مُستحقاتهم المَشْروعة”.

وأضاف أنه، يُسجِّل بأسفٍ شديدٍ سياسة التَّسْويف، التي تنهجها المصالحُ الإدارية بجهة الدار البيضاء – سطات، وأشكالُ التماطلِ التي طالتْ وتَطالُ مِلَّفَ فرقة “مسرح الكاف” في تمْكينها من مُستحقاتها المالية عن تنفيذها لفعاليات الدورة الثانية للمهرجان، منذ (15/17 نونبر 2019). حتى يتسنَّى لها أداءَ حُقوقِ الفِرقِ المسْرحية المُشاركة، وتتمكَّن هذه الأخيرةُ من جهتها، من أداءِ مُستحقات مَا يزيدُ عنْ 220 فنانا مسْرحيا، ما أحْوَجَهُمْ إليها في هذه المرحلة العصيبة لمُواجَهة الظروف الحياتية المُستجدَّة.

وطالب الفرع الفدرالي رِئاسةَ مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، أن تُسارِعَ  إلى حلِّ هذا المُشكل العالِقِ لما يزيدُ عن 7 أشهرٍ، معتبرا أن” لا شيْءَ يُبَرِّرُ مَسافة هذا التأخير”. قبل أن يتساءل “هل تستمرُّ الجهة في الإِسْتهانة بحُقوقِ الفِرَقِ المسرحية وثُلَّةٍ من المسْرحيين. ضِدَّا في مَبْدأ التَّضامُنِ الوطني الواجب …؟”.

وحاولت الجريدة الالكترونية LE12.MA، التحدث إلى مصطفى الباكوري لتقديم وجهة نظره في الموضوع غير أن هاتفه، ظل يرن دون مجيب، ما دفع بمحرر هذا المقال إلى ترك رسالة صوتية يطلع من خلالها رئيس الجهة بأن الغرض من الاتصال به هو الاستماع الى رأيه حول الموضوع في إطار التقيد بقاعدة الرأي والرأي الأخر، وإحاطته علما أن باب تقديم  موقف المجلس من قضية مستحقات المسرحيين، مفتوحة، إن كان يرى أن الأمر يستحق ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *