غيثة الباشا + وكالات

اليوم رحل عنا إلى الأبد، الفنان القبائلي الكبير إيدير (حميد شريت)، عاشق المغرب، وصاحب خالدة “أفافا ينوفا” و “أسيدو”.

 توفي مساء السبت 2 ماي 2020، بمستشفى بيشا بفرنسا بعد صراع مع المرض، رمز الأغنية الأمازيغية في الجزائر وشمال إفريقيا، تاركا وراء إرثا غنيا في الإبداع والنضال من أجل القضية الامازيغية.

إيدير، الذي رأى النور عام 1949، ظل يؤمن بوحدة بلدان شمال إفريقيا، مستبعدا وصفها بالمغرب العربي، ومفضلا نعتها بالمغرب الكبير، لدلك كان حيث ما حل في أنحاء العالم، ينشد للمغرب الكبير برافده الأمازيغي، و اليهودي أيضا.

إيدير الذي شكلت مشاركته في مهرجان موازين عام 2010 مفاجأة كبرى، قبل أن يشارك في مهرجان تميتار بأكادير، قال عن المغرب في تصريح لجريدة الشروق:” المغرب نجح كثيرا في تسويق صورته:” و عن معاناته في أوروبا، حيث يستقر بين بلد وآخر في كل مرة، ويغني هناك، أجاب ايدير: “إنني أعاني من التهميش بسبب اللغة التي أغني بها، حتى في بلادي، وأكثر ربما من البلدان الأوروبية التي وعلى الرغم من أن سكانها لا يفقهون ما أقول وأغني، إلا أنهم يتجاوبون بشكل كبير ومفرح”.

وُلد إيدير في الجزائر بقرية أيت لحسين في منطقة القبائل، ودرس علم الجيولوجيا وكان من المفترض أن يلتحق بإحدى المؤسسات النفطية في بلده، إلا أنه حل عام 1973 مكان أحد المغنيين في إذاعة الجزائر لأداء أغنية للأطفال. وبعد ذلك سجّل أغنية يا أبي نوفا (أمازيغية: أفافا ينوفا A Vava Inouva) قبل ذهابه للخدمة العسكرية وقد حققت تلك الأغنية شهرة كبيرة.

كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة السلام، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير 1995 في حفل حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، وهذا لدعم المساعي الدولية وترسيخ فكرة الأمن والسلام والحرية في العالم في إطار النشاط السنوي لجمعية الجزائر الحياة، التي يترأسها الشاب خالد. كما شارك إيدير في حفل تكريمي لمعطوب الوناس الذي اغتيل سنة 1998.

سنة 1999 كانت بالنسبة للفنان إيدير من أخصب السنوات فنيا وأكثرها أهمية من حيث إنتاج الألبومات، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين مثل الفرنسي ماني شاو وماكسيم فورستي والإيرلندي كارن ماتيسون وقناوي diffusion وفرقة زيدة الجزائريين، والإنجليزيين جيل سيرفات ودان ارمبراز والأوغندي جيوفري أوريما وفرقة (onb) وهذا لتسجيل أغنية A VAVA INOUVA وبهذا يكون المطرب إيدير قد سجل ثلاث ألبومات في ظرف ثلاثين سنة.

وإلى جانب الفن كان للفنان الراحل اهتمامات بالبيئة والطبيعة، وهذا ما جعله ينخرط في جمعية إيكول أكسون التي تسعى لإعادة الاعتبار للطبيعة وبالأخص الغابات، ويشجع غرس الأشجار من طرف الأطفال بإعطائهم جائزة مالية رمزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *