صوفيا العمالكي

 

كعادته وفي كل المحطات المصيرية يسعى الإعلام المغربي إلى مواكبة الحدث وتتبع مستجداته وتطوراته.

 وفي أحداث فيروس كورونا المستجد التي شهدها العالم تجندت وسائل الإعلام الوطنية منذ بداية الجائحة لمواكبة الأزمة، لوضع الرأي العام أمام حقيقة ما يجري بكل مهنية وتجرد…

حجم وشكل الإنخراط في أداء هاته المهمة، يختلف من مؤسسة إلى أخرى ويتنوع بتنوع المنابر والوسائل والإمكانيات والفئات المستهدفة.. لكن تبقى المهنية في إخبار الجمهور هي الخيط الناظم بين زميلات وزملاء لنا في مهنة المتاعب…

الجريدة الإلكترونية le12.ma، تضع من خلال هاته الورقة، تجربة صحفيون يواكبون الجائحة، تحت مجهر العين الثالثة، من خلال شهادات صحفيون في الميدان. والبداية من هنا.   

 

هي واحدة من نساء صحافة الميدان، تجدها كغيرها من الزميلات والزملاء، دائمة البحث عن مستجدات الأخبار، وإعداد التقارير الصحفية، بكل مهنية ومسؤولية، سواء قبل ظهور الوباء أو إبانه،  الأمر يتعلق بالزميلة فدوى المرابطي، الصحافية المغربية المعتمدة بقناة الغد العربي.

المهنة للمهنيين

عن سؤال للجريدة، حول رأيها في موضوع، “صحفيون في زمن كورونا.. التغطية مستمرة”، تقول  فدوى المرابطي، إن دور الصحافي كان وسيظل دائما محوريا في جميع الأحداث، بل إن دور الصحافي يعظم أكثر خاصة في الأحداث الكبرى  أو الأحداث غير المسبوقة مثل جائحة كورونا التي أوقفت حركة العالم، حيث يمكن القول حسب لمرابطي، بأن الصحافة هي بدورها تجتاز ظرفية استثنائية ستكون بدون شك فاصلة بين مرحلتين: مرحلة ما قبل كورونا ومرحلة ما بعد كورونا.

وأوضحت المرابطي، أنه ينبغي أن نعترف أن المشهد الإعلامي في مرحلة ما قبل الفيروس عرف ممارسات غريبة ودخيلة عن المهنة وقواعدها وأخلاقياتها، وقد تمثلت هذه الممارسات الغريبة والدخيلة عن هذه المهنة النبيلة في بت التفاهة و”الفيك نيوز”  لأن هدف البعض هو تسطيح وعي الناس وتضليل عقولهم بحثا عن الخلط وعن “البوز” وأيضا بحثا رفع أعداد المشاهدات وبناء الأمجاد الوهمية.

لكن مع ظهور هذا الفيروس القاتل توارى إلى الخلف هذا النوع من الصحافة الذي كان “ينتعش ” من تشوهات المجتمع و بالنهش في أعراض الناس.

وشددت فدوى المرابطي، على أنه من الطبيعي أن يختفي هذا النوع من الصحافة في زمن ووقت الجد لأن الأمر يتعلق بحياة الشعوب وبأمن الأوطان.

ولأن دور الصحافي، كان دائما هو إخبار الرأي العام بالمعلومة الصحيحة والدقيقة ودوره أيضا هو الرقي بوعي الناس وتأهيلهم للانخراط جميعا في مواجهة هذا العدو المشترك الذي يهدد السفينة بكاملها و الأكثر من هذا فقد أصبح الصحفيون لا ينجرون خلف المعلومة الدقيقة فحسب وإنما أصبحوا أيضا مطوقين أخلاقيا ومهنيا حتى بالجري وراء الأخبار الزائفة لتفنيدها خاصة مع كثرة تزايد واتساع “السوشل ميديا” التي تشتغل بلا رقيب ولا حسيب.

 وعن تجربتها المهنية الشخصية كمراسلة معتمدة لقناة عربية إخبارية بالمغرب فقد كان هاجسها هو المساهمة من موقعها  في تقديم خدمة إعلامية لتنوير الرأي العام المغربي والعربي بالمعلومة الصحيحة والمستقاة من المصادر الموثوقة والمأذونة.

 

الخبر أولا

من جانبه يرى سعيد كان، أن الإعلام في زمن الجائحة حاول أن يلعب دوره كاملا، غير أنه في الأغلب ركز على تبليغ الأحداث ونقل الأرقام، فيما كانت مساحة التحقيق والاستقصاء ضئيلة جدا بالمقارنة مع حجم التغطية.

وعن ضعف إنتاج التحقيقات يقول سعيد، في الواقع نحتاج اليوم كصحفيين أن ننقل للناس طبيعة النقاش حول دواء الكلوروكين، وكيف اعتمده المغرب بسرعة قبل كثير من الدول، والأمثلة كثيرة حول المواضيع التي تستحق اليوم المزيد من الاستقصاء، خصوصا وأن الناس في بيوتهم ولديهم اليوم متسع من الوقت لتلقي مواد من هذا الصنف.

في خضم ذلك، سينبه سعيد كان، إلى أن تغطية زمن كورونا شابتها في بعض الأحيان أخطاء مهنية فادحة، من قبيل تصوير وقائع اعتقال مخالفي الحجر الصحي بوجوههم المكشوفة.

واجب وطني

وعن دور الصحافة الورقية المغربية، خلال هاته الأزمة الصحية قالت سميرة فرزاز الصحافية بجريدة الأحداث المغربية أنه يمكن القول والاعتراف إلى حد كبير بأن الصحافة الورقية المغربية، لعبت دورا مهما وفعالا في تغطية الحدث  حتى قبل الإعلان عن تسجيل أول حالة مؤكدة في الثاني من مارس الماضي وفي مواكبة تطورات هذا الوباء داخل المملكة كما لعبت دورا مهما في تفنيد الإشاعات التي كانت ومازالت بمثابة فيروس ثان تواجهه الحكومة.

و تحدثت سميرة فرزاز عن تجربتها الصحفية خلال هاته الأزمة حيث واكبت الحدث منذ انطلاق أول شرارة له بووهان بالصين كما  تابعت  جريدة الأحداث المغربية أدق التفاصيل الخاصة بالفيروس من خلال متابعة تطوراته داخل المغرب.

ورغم قرار وقف طبع وتوزيع الجرائد الورقية، كتدبير إحترازي، وصلنا داخل جريدة الأحداث المغربية، إجراء حوارات متنوعة مع متخصصين في علم الفيروسات و روبورتاجات من قلب المستشفيات التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا المستجد، في ما تابع زملاء سميرة المصورين بالأحداث المغربية  تدخلات الأمن والسلطة المحلية لفرض تطبيق إجراءات حالة الطوارئ الصحية” إنها رسالة في صياغة واجب وطني، ظلت معها التغطية مستمرة”.

هي محنة، توجت بفرز الجمهور لمصادر تلقي الخبر، وعرف أن هناك صحافين، مطوقين بالواجب الوطني وأخلاقيات المهنة، وهناك مروجي الإشاعة والفتنة، سرعان ما وجد عدد منهم نفسه أمام العدالة، في إشارة من الحكومة إلى نهاية زمن “أجي آ فم وكول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *