صوفيا العمالكي

 من داخل الحجر الصحي الملزم للبيوت، قدم شباب مغربي وجزائري معزوفة أندلسية على المباشر، كل واحد من منزله وفي بلده بطريقة وّصفت بالرّائعة.

عدنان العلوي الإسماعيلي، أحد الشباب المشاركين في هذه المبادرة قال أنه “قبل الحجر الصحي كانت هناك حفلات وسهرات تسمح للفنان وللجمهور المتعطش للفن الأندلسي بالترويح عن النفس والإستمتاع بعذوبة الألحان، غير أنه ومع ظهور جائحة كوفيد 19، وبعد فرض السلطات للحجر الصحي، أصبح ذلك من المستحيل القيّام به وبالتالي وجب التفكير في البدائل”.

وأضاف العلوي، أنه “من الطبيعي أن يتأثر الناس من الناحية النفسية خلال هذه الفترة، ونحن كفنانين اشتاقت نفوسنا إلى أجواء طرب الآلة أو الموسيقى الأندلسية كما يصطلح عليها، كما اشتاق الولوعون لألحانها وأشعارها، ومن هنا جاءت فكرة التنسيق، على الرّغم من أن هناك من سبقنا في أعمال مثيلة”.

واسترسل الفنان العلوي قائلا: “من خلال هذا العمل نبعث رسالة بأن الفن ليس له حدود رغم ظروف الحجر الصحي، وذلك من خلال التنسيق مع شباب من مدن الرباط وفاس، والبيضاء وشفشاون ودولة الجزائر الشقيقة، وذلك بحكم تقارب الألوان التراثية بين البلدان المغاربية، ثم لنبعث رسالة ثانية لجمهور الذوق ونتحفه بصنائع الموسيقى الأندلسية عن بعد، ولحثّ عموم المواطنين على الالتزام بالحجر الصحي والتشجيع على الإبداع المنزلي ليس في الموسيقى فحسب بل في باقي المجالات ايضا

وخلص المتحدّث إلى أنه “من المعروف أن الموسيقى الأندلسية تؤدى بشكل جماعي عزفا وغناء، وبالتالي فلم يكن التنسيق عن بعد بالأمر السهل، بحيث يتطلّب جودة في سرعة وصبيب الانترنيت وأجهزة التسجيل من جهة، حتى لا يتأثر ضبط الإيقاع وتناسق العزف والغناء بفرق التوقيت، ومن جهة أخرى تكمن صعوبة نسبية في الصنعة المختارة من بسيط الحجاز الكبير “لحبيبي أرسل سلام”، لكن هذه كفاءة الفنانين المشاركين في العمل تغلبت على هذه الصّعوبات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *