رشيد الزبوري

مع الحجز الصحي، والاحتياطات الاحترازية للوقاية من إنتشار فيروس كورونا، الذي فرضته السلطات ببلادنا، وخاصة في شهر رمضان، لم يعد يسمع المواطن في الشارع العام كلمات ” راني مرضن”، “غادي نترمض عليك”، “أنت مرمضن”، وعبارات أخرى، في الأحياء الشعبية وغيرها.

رمضان هذه السنة، وسط تفشي فيروس كورونا، أوقفت سيرورة “الترمضينة”بمعناها الصحيح، وجعلتها حبيسة الوسط العائلي فقط، وبمستوى أقل، وللذين يعتبرونها عادة سنوية، لن تكون إلا في رمضان

ويعرف هذا السلوك، في أغلب الأحيان، قبل آذان المغرب، في الأسواق و الشوارع، عندما يتبادل بعض الصائمين، إلى الشتم والتهديد وتبادل الضرب فيما بينهم، في حالة هستيريا، تختلف عن سلوكهم في الأيام العادية، التي تعزي إلى تحولات سيكولوجية وجسدية للبعض، نتيجة تغيير نمط العيش وإدمانهم على المخدرات والسجائر، والبعض الأخر الذين يشربون القهوة والشاي بكثرة في الأيام العادية.

و تختزن ظاهرة “الترمضينة العديد من العوامل المفسرة على المستوى السوسيولوجي للفرد، وهي ظاهرة مرضية، ترتبط بسلوك العنف والرد السريع، في اتخاد القرار، التي من المفروض أن يتحكم المرء في أعصابه ويقوم بسلوكيات طبيعية ومتوازنة أثناء الصيام خلال شهر رمضان، كما يقوم بها في الأشهر العادية.

وتكشف “الترمضينة” طبيعة الإنسان، النفسية منها والعصبية المختبئة بداخله، كونها مرتبطة بظواهر أنومية وانحرافية، تظهر في نهاية المطاف عن طريق العنف، وبالتالي تتجاوز طبيعة الحوار والتسامح.

فكل هذه السلوكيات، تتنافى مع الشريعة الإسلامية، التي تجعل من شهر رمضان المبارك، شهر المحبة والسلام والغفران والتآخي والتضامن والأجر والثواب وفعل الخير.

كما أن قدسية الشهر العظيم، تجعل هذه السلوكيات مرفوضة، يجب على المسلم، الغفران والتوبة و الامتثال لأوامر الله، وفتاوي العلماء والدعاة، لأن تعاليم الدين الحنيف تدعو إلى الالتزام، بالتقرب إلى الله عز وجل والتسامح والتآخي، كما جاء في حديث النبي عليه الصلاة و السلام، “الصيام جنة فلا يرفث ولايجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *