حاورته: صوفيا العمالكي

 في ظل أزمة كورونا كيف تدبرون القطاع؟

كما تعرفون أن أزمة كورونا أحدثت تغييرات مفاجئة على سير الحياة وعلى المجتمع بشكل عام، وعلى التجار بشكل خاص ومن منطلق مسؤوليتنا كمناضلي النقابة الوطنية ودور مهني القطاع، أسسنا لجنة اليقظة والتتبع لمواكبة أحوال السوق وأسعار المواد، ومدى توفرها والتجاوب مع تطورات وتداعيات الإجراءات الإحترازية التي تنهجها الدولة لمواجهة الوباء من قراءة إستباقية تمكننا من إيجاد البدائل للمشاكل المحتملة وإقتراح حلول لها، فمنذ اليوم الأول قامت لجنة اليقظة بإصدار بلاغ لطمأنة المواطنين بأنه لا داعي للإقدام على إقتناء أكثر من الحاجة، لأن المواد الغذائية متوفرة في السوق بالشّكل الكافي.

هذا إلى جانب إصدار بلاغ إلى التجار والجهات المعنية بضرورة منع بيع قنينات الغاز الجديدة قصد تكديسها في البيوت لما لذلك من إنعكاس على عدد القنينات في السوق وتوفر القدر الكافي منها لضمان تعبئتها من طرف الشركات المزودة، وهو القرار الذي لقي تجاوباً من طرف الحكومة بإصدار قرار عدم بيع أكثر من قنينة واحدة للزبون، وكنا قد نبهنا بدورنا الوزارة الوصية بضرورة وقف بيع الكمامات بالتقسيط لما يشكله ذلك من خطر على صحة المواطنين، بعد إقرار قانون إجبارية إرتداءها، وإقتراح تعليبها على شكل خمس كمامات تباع للمواطنين بأربعة دراهم حفاظا على سلامة العملية ومراعاة للقدرة الشرائية لأغلب الشرائح الإجتماعية الواسعة والمتضررة من هذه الجائحة إلى جانب التنبيه إلى ضرورة توحيد أوقات العمل بين المتاجر الكبرى والتجار الصغار، خاصة في المناطق التي عرفت تغيير في وقت توقف الأنشطة الإقتصادية، بحيث نجد التجار الصغار يلتزمون بالتوقيت المحدد من طرف السلطات، بينما المتاجر الكبرى والمتوسطة تبقى مفتوحة، وتعرف إكتظاظا كبيرا مما يشكل مرتعاً خصبا لإنتشار الوباء.

 كيف تمكّن المغرب من توفير جميع المستلزمات لكل المغاربة عبر ربوع المملكة؟

لابد من إستحضار خاصية مميزة لبلدنا،  وهي تواجد التجار الصغار أو مول الحانوت في كل الدروب والأزقة وهذه نقطة القوة التي جعلت من تقريب الخدمات للمواطنين دون التنقل بعيداً عن بيته أمراً ممكناً، أو الإصطفاف في طوابير كما نلاحظ في بعض الدول، بحيث يتزاحم المواطنين لإقتناء البيض، أو في صفوف تجعلك تنتظر لساعات للدخول إلى المتجر للتبضع، وهذا عامل كبير يساعد على الإستقرار والتخفيف من حدة الإحتقان، وهذا ما يجعل التجار الصغار صمام أمان المجتمع، ويجب على الحكومة أن تتجاوب مع مطالبهم الآنية والمستعجلة لضمان الإستمرارية وإستقرار المجتمع.

 ما هي المشاكل التي تعانون منها في ظل أزمة كورونا؟

تعرفون أن المشاكل والعراقيل هي العامل الأساسي للتطور وبناء الذات، من خلال القدرة على تشخيصها وإستيعاب مدى تأثيرها، لإيجاد الحلول وإقتراحها، لأنه عندما تكون جزء من المشكل، فيستوجب أن تكون جزء من الحل، وتتحمل المسؤولية تجاه نفسك وتجاه من سيتدخل للتعاون معك لإيجاد الحل. ومن المشاكل المطروحة الآن عدم توفر الكمامات في الوقت التي يزداد الإقبال عليها في السوق، ونبهنا الوزارة إلى هذا الأمر، الى جانب مسألة مواقيت العمل خاصة في شهر رمضان، إذ إقترحنا تمديده إلى الساعة السادسة أو السابعة بدل الخامسة، مع ضرورة توحيد مواقيت العمل بين المتاجر الصغرى من جهة والمتاجر المتوسطة والكبرى من جهة أخرى، بما يضمن المنافسة الشريفة .

نحن في لجنة اليقظة والتتبع على إستعداد تام من الناحية اللوجيستيكية لإيصال طلبيات المواطنين حتى بيوتهم، ودون مصاريف أو زيادات على أثمان المواد في السوق في حالة دخول المغرب الحالة الثالثة وتطبيق الحجر الصحي التام بمنع خروج المواطنين لأيام.

أٌشوط عيسى، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *