صوفيا العمالكي

ماهو التأصيل الشرعي لمنع صلوات الجماعة و التراوبح في المسجد؟

إغلاق المساجد ليس منعا للصلاة وإنما هو درء لانتشار الوباء وهو مفسدة عظيمة.. أما الصلاة فهي باقية دائمة ما دامت السماوات والأرض وما دام الآذان يعلن عن دخول وقت الصلاة.. فنصلي في بيوتنا فرادى وجماعة، محولين بيوتنا إلى مساجد نصدح فيها بذكر الله وقراءة القرآن والدعاء.

فالتأصيل الشرعي لإغلاق المساجد هو الحفاظ على صحة الناس وحياتهم وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية لأن حفظ الأرواح والأبدان مقدم على حفظ الأديان..

 رمضان على الأبواب وهو شهر عبادة بامتياز فكيف يمكن للصائم أن يعيشه روحيا وهو في الحجر؟

 يتقرب المؤمنون إلى الله بالصيام والقيام “صلاة التراويح” وقراءة القرآن.. كما يتقربون إليه بالجود والكرم.. وفي ظل الظروف التي نعيشها اليوم بسبب انتشار وباء كرونا الذي فرض حجرا صحيا على الناس جميعا.. يصدق المؤمن في توجهه إلى الله بالدعاء لكي يرفع هذا الوباء في أقرب الآجال، ويصلي في بيته مع أهله جماعة الفرائض والتراويح بما يحفظ من القرآن الكريم، ولو كان يحفظ سورة فقط “سورة الإخلاص مثلا” ويقرأ القرآن بعد الصلاة جالسا مطمئنا متدبرا خاشعا متبتلا طامعا في رحمة الله راجيا عفوه ومغفرته شاكرا لنعمه.. ثم هو يجود بما لديه متضامنا مع الفقراء من أهل قريته وحارته وأهل حومته وجيرانه وأقاربه مجسدا معاني الرحمة والحنان والإحسان مع الإحساس بآلام الآخرين لعل الله يرحمنا جميعا برحمته، فالراحمون يرحمهم الله تعالى.. والمؤمن للمؤمنين كالبيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

 كيف يمكننا أن نوفق بين العلم و الإيمان في قضية كورونا؟

طلب العلم هو أول ما دعا الإسلام إليه وأكد عليه.. فلقد كان أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) العلق كما أكد القرآن على التدبر في الكون الدال على وجود الله تعالى ووحدانيته فقال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد) سورة فصلت آية 52

والإيمان علاقته بالعلم قوية وأساسية فلا إيمان بدون علم.. العلم المسدد بالوحي والمرتكز على العقل الذي هو زينة الإنسان ومناط التكليف، قال تعالى: (وما يعقلها إلا العالمون) سورة العنكبوت آية 43.

لحسن بن إبراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *