هـشام.الضوو ــ الدار البيضاء

 

قبل 3 أيام  انشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عاملات يصرخن بأعلى صوتهن، ويتدافعن، بعد توصلهن بخبر مفاده أن إحدى المسؤولات في شركة خاصة بالمستلزمات الطبية بعين السبع بالدار البيضاء قد أصيبت بفيروس “كورونا” إلى جانب أبنائها.

العاملات، البالغ عددهن في الشركة المذكورة أكثر من 200 عاملة، وحسب ما علمته “le12.ma” رفضن بشكل قاطع استمرار الوحدة الصناعية في الإنتاج، مطالبين رب العمل بتعليق الإنتاج وإغلاق الوحدة حتى إشعار آخر والتقيد بالقانون.

مغنسدوش وإنما غنعقموا

(س.ن)، إحدى العاملات وابنة منطقة عين السبع، أكدت أن الشركة أصدرت قرارا بأنها ترفض تعليق نشاط إنتاجها وأنها ستلجأ إلى حل التعقيم مع استمرار العمل، وهو الأمر الذي أجج غضب العاملات لينظمن ما يشبه “الوقفة الاحتجاجية” أما مقر الشركة.

وأبرزت العاملة، وهي تتحدث لـ”le12.ma” بنبرة غاضبة جدا، قائلة: “قالو لينا غنعقموا ليكم الشركة، وغترجعوا تخدموا كاملين، وهادشي راه خطير، حنا راه بزاف ديال البنات، فالشركة وكاين الاكتظاظ، والازدحام وصعيب علينا نشتاغلوا فمثل هاد الظروف”.

عيطنا للسبيكتور

من جانبها كشفت عاملة أخرى أن الوضع في الشركة بات خطيرا جدا، وأن رب العمل لا يرغب في تعليق نشاط إنتاجه، لأسباب وصفتها بـ”المجهولة”، مؤكدة أنه جرى استدعاء أحد مفتشي الشغل إلى الشركة من أجل الوقوف على ما اعتبرته “حجم الخطر”، لكن وحسب قولها “مادار والو..” ما اضطرهم إلى استدعاء مسؤولين عن الصحة لمحاولة وضع حل للجميع.

وأكدت المتحدثة نفسها أن لجنة طبية انتقلت على وجه السرعة إلى مقر الشركة من أجل المتابعة الصحية عن كثب، موضحة أنها أشرفت بشكل دوري على فحص العاملات واحدة تلوى الأخرى. وقالت: “فداك النهار ديال الاحتجاج أي نهار الاثنين، جات لجنة طبية عوض مانتاقلوا حنا للمستشفيات، شكوا فشحال من عاملة داوهم للسبيطار..”.

 

من 20 لـ 72 

ووفق المعطيات المتوفرة لدى “le12.ma”  فقد جرى التوصل إلى 20 عاملة مصابة بفيروس كورونا قبل أن يرتفع الرقم أمس الأربعاء إلى أكثر من 40 عاملة، فتبلغ اليوم حصيلة المصابات في الوحدة الصناعية بعين السبع 72 حالة مؤكدة”.

من جانبها كشفت شقيقة إحدى المصابات بفيروس “كورونا” بمنطقة عين السبع أنها هي وعائلتها المكونة من 8 أفراد هم الآن تحت الحجر الصحي، في الانتظار ما ستسفر عنه التحاليل المخبرية، بعد تأكد من إصابة شقيقتها بالفيروس أول أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أن أغلب العاملات اللاواتي يشتغلن في الوحدة الصناعية “بنات السيكتور “، وأنه جرى نقل عدد كبير منهن للسبيطار “فهاد يوميان الماضيين”.

وأكدت، في حديثها مع “le12.ma”، أن أختها كانت تشتغل في وضعية وصفتها بـ”الصعبة جدا”، إذ أنها كانت تعاني يوميا من الإرهاق، وأنها “ماكنتش مرسمة”، إذ كانت تشتغل بـ”عقد محدود الأجل”.

الرميلي والبؤر 

وفي سياق ذاته أكدت الدكتورة نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء-سطات، تسجيل 72 حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد داخل أحد الشركات الصناعية بمنطقة عين السبع بالدار البيضاء.

وأكدت الرميلي مباشرة على القناة الثانية، أن التحاليل أجريت لأزيد من ٪80 من عمال هذه الوحدة الصناعية، ولازالت التحاليل مستمرة، وسيتم الكشف عن نتائجها خلال الساعات المقبلة.

وأضافت الرميلي أن  جهة الدار البيضاء سطات أصبحت تتوفر على ثلاثة بؤر وهي عائلية وتجارية وصناعية، مشيرة إلى أن جهة الدار البضاء-سطات، سجلت 665 حالة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، منها 400 حالة مخالطة.

وكانت نبيلة الرميلي، قد أكدت، في حوار سابق لها مع “le12.ma” أنه بخصوص استراتيجية متابعة الحالات الأخرى التي فرض عليها الحجر الصحي، فإن فاللجنة الوطنية لليقظة الوبائية تتابع حالة بحالة، وقالت: “يتم متابعة حالاتهم الصحية بشكل يومي، فاليوم الأول يتم التواصل معهم مباشرة في منازلهم، يتم تزوديهم ببعض اللوزام الطبية من قبيل محرار لقياس درجات الحرارة، من أجل معرفة تطور الحالة، وما إذا كان هناك أعراض بدأت تظهر، فالكل محصي ومعروف ومتابع كما قلت لك بشكل دقيق..”.

أما محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، فكشف أن حصيلة الحالة الوبائية في المغرب خلال الـ24 ساعة الأخيرة، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المرتبطة ببؤر الوحدات التجارية أو الصناعية بلغ 240 حالة بينها 113 خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وأشار اليوبي إلى أن هذه الحالات موزّعة على أربعة مدن مغربية على الشكل التالي: الدار البيضاء 85 حالة، مراكش 66، طنجة 21، فاس 68.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *