هشام المساوي
باعتباره الإقليم الوحيد بجهة الشمال الذي لم يصله بعد فيروس كورونا وفق المعطيات الرسمية لوزارة الصحة لصباح اليوم الاثنين، رفعت السلطات والمجالس المنتخبة والفاعلون في المجتمع المدني شعار “شفشاون زيرو كورونا” لتعبئة كافة المتدخلين والسكان للتآزر إبعادا لخطر الوباء ودعوة المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الوقاية.
مجموعة من المبادرات التي انخرطت فيها الفعاليات بإشراف من السلطة المحلية تروم تحسيس المواطنين بضرورة تكثيف التضامن والتآزر والمساهمة في تنفيذ كافة أشكال الإجراءات الوقائية من قبيل القيام بعمليات التعقيم والتطهير في الأزقة والشوارع والأسواق، وأمام نقط الماء (السقايات) وداخل المنازل، إلى جانب توعية المواطنين بضرورة الحد من التنقل بين الأحياء ومع المدن والمراكز السكانية المجاورة.
وأفاد نوفل البعمري، محامي وفاعل حقوقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن ساكنة شفشاون، ومنذ انطلاق حملة محاربة فيروس كورونا رفعت شعار “شفشاون زيرو كورونا”، بل وجسدته الساكنة عبر انخراطها الكلي والجماعي في مسلسل الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية في إطار محاربة جائحة فيروس (كوفيد 19) بالمغرب، خاصة على مستوى الالتزام الكامل بالحجر الصحي و قرار حالة الطوارئ الصحية.
وبالرغم من أن مدينة شفشاون كانت مقصدا للسياح، بل هي حاضرة معروفة بدينامية سكانها وحبهم للفضاءات العمومية، إلا أن الشفشاونيين حرصوا منذ اللحظات الأولى لفرض حالة الطوارئ الصحية على الانضباط لتعليمات السلطات العمومية، سواء تعلقت بالقيود المفروضة على حرية التنقل أو تقليص ساعات إغلاق المحلات التجارية أو إقرار مبدأ العمل عن بعد في بعض المهن.
في هذا السياق، عملت السلطات على التطبيق الصارم لقرار وقف التنقل بين المدن سواء عبر السيارات الخاصة أو العمومية، كما التزم الشفشاونيون بيوتهم في انتظار أن تتبدد سحابة الوباء من سماء المغرب، فيما نصبت ممرات التعقيم بالقرب من الأسواق والساحات العمومية للتقليل من مخاطر تنقل فيروس (كوفيد 19).
في هذا السياق، ثمن نوفل البعمري إقدام السلطات المحلية على “عزل” شفشاون عن باقي المدن من خلال نصب السدود الأمنية بمداخل المدينة لمراقبة الوافدين ومدى توفرهم على رخص الاستثنائية للتنقل، وهو الإجراء الذي يروم الحد من احتمال نقل الفيروس، لكونه احتمال يبقى قائما، معتبرا أن “قرار عزل المدينة صائب ويحافظ على الأمن الصحي للسكان وحقهم في الحياة”.
ولكونها المدينة الوحيدة الخالية من أية إصابة مؤكدة بالفيروس، يخشى سكان شفشاون من إقدام بعض الأشخاص الفارين من الوباء بالالتفاف على حواجز المراقبة والتسلل إلى المدينة خوفا من الفيروس الذي أسقط بعض ضحاياه في المدن القريبة، وهو تصرف يضع صحة سكان المدينة موضع تهديد كما يعرضهم لخطر العدوى، فعدد من الوافدين سرا قد يبثون مع زفرات أنفاسهم الفيروس، وإن كانوا لا يبدون أعراض الإصابة.
في هذا السياق، اعتبر البعمري أن “تشديد مراقبة الوافدين و ضبطهم قد يقي من تسلل الفيروس إلى المدينة”، مشيدا هذا السياق بيقظة بعناصر الأمن الوطني والدرك الملكي بتشديد المراقبة بمداخل المدينة، وبتجند السلطات المحلية والأطر الصحية والوقاية المدنية للحفاظ على مدينة شفشاون بدون فيروس كورونا.
ودعا المتحدث “الجميع إلى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي وعدم التنقل بين المدن، خاصة إلى المدن غير المصابة بالفيروس، لما في ذلك من خطر على حياة الساكنة”.
مدينة شفشاون، الشهيرة بحسن ضيافتها والجميلة بجوها الربيعي وأزقتها العتيقة، غلقت الأبواب وأبقت ناسها داخل الأسوار، وتضرب لما بعد الجائحة موعدا للزوار.