كل توقعات الدكتور الراحل المهدي المنجرة تحققت، وها نحن نقف على راهنيتها رغم أنها تعود إلى أكثر من عشرين سنة خلت.
ليس هذا لأن المهدي رحمه الله كان عرافًا يقرأ في فناجين القهوة، ولكن لأنه كان يبني توقعاته على العلم والمعرفة، فضلا عن فراسة فطرية منحها الله له دون غيره.
عندما نعيد الإستماع إلى ما كان يقوله حول ضرورة التسلح بالبحث العلمي ومنح العلماء والباحثين مكانة متميزة لأن المستقبل لن يؤمن سوى ببراءات الإختراع والابتكارات العلمية، نفهم أن المهدي كان يتمتع برؤيا تستشرف المستقبل، أي ببساطة كان الرجل سابقًا لزمنه بثلاثين سنة على الأقل.
ومن بين كل الجوائز التي حصلت عليها طيلة مساري الصحافي كانت هذه الجائزة التي تحمل اسم المهدي المنجرة، والتي حضر إلى مقر الجريدة لكي يسلمني إياها، أعزها إلى قلبي.
تحية لذكراه في هذا الزمن الصعب الذي وقفنا فيه على كل ما حذرنا منه، ورحمة الله على روحه المتوهجة التي ستظل تشع كمنارة شامخة وسط هذه الأمواج المتلاطمة لهذه الأزمنة المظلمة التي نجتازها.
رشيد نيني مدير النشر لمجموعة أوال ميديا
ينشر بإتفاق مع الكاتب