Le12.ma – رشيد الزبوري
عرفت التقاليد المغربية، تنظيم ليلة شعبانة، أو حفل شعبانة، في مثل هذا الشهر العظيم من كل سنة.
شعبان، لهذه السنة، يختلف عن جميع “شعبان” لكل الأزمان والعصور، بعد تفشي فيروس كورونا في كل الأرجاء، الأمر الذى جعل الجميع “يدخل في سوق راسو”، ويمتثل لقواعد الحجز الصحي وحالة الطوارئ.
“شعبانة”، هي طقوس إحتفالية مغربية تقيمها الأسر بالمدن والحواضر في شهر شعبان، و يتم إحيائها ليلة النصف من شهر شعبان، بحضور كل العائلة من كبار وصغار.
تعرف ليلة شعبانة عند النساء، إنشاد الذكر و مقطوعات دينية مختارة، و مقطوعات موسيقية، من الموروث الشعبي لكل مدينة، ويتم فيها تقديم الحلويات التقليدية الرمضانية، التي تجهز من أجل الشهر الفضيل.
عند الرجال، فيقصدون الزوايا لتلاوة الأمداح وفن السماع، و تقدم لهم أطباق الكسكس، فيما يختار البعض الآخر، الاحتفال بشعبانة، خارج المناطق الحضرية، في المزارع والحقول، حيث يمكثون جماعة طيلة أسبوعين، والعودة ليلة حلول شهر رمضان.
مدينة الرباط، لها خصوصية، عند الاحتفال بشعبانة، ويحتفظ “المهدي الزناتي” بأرشيف لهذه الظاهرة بعاصمة المملكة.
في ليلة شعبانة، تقدم النساء للضيوف جزء من “الزميتة الرباطية” الأصيلة المحضرة بالشعير وبذور البطيخ والحمص، إضافة إلى السمن البلدي والزعفران الحر.
كما يحرص الرجال على النزهة في الخضرة والتغني بالطرب الأندلسي والغرناطي مرفوقين بآلات كالعود والرباب والطر.
و تُقدم طيلة هذه المدة أطباق مختلفة، وعند رؤية الهلال تطلق النساء الزغاريد ويهلل ويسبح الرجال إيذانا بالرجوع إلى دورهم بالمدينة.
فيما تختار الأسر المحبة للمتعة والتسامر أن تقضي النسوة شعبانة ببيوت كبار العائلة وسط جو مليء بالفرح والسرور حيث يرفق الغناء بالتطبيل على الآلات الشعبية كالكوال والطارة والدعدوع وسط روائح البخور العطرة والرفيعة ك “العود القماري”.
كما يحتفى بالأطفال الذين بلغوا سن الصيام. وتقدم الولائم طيلة يومين أو ثلاثة يقضيها الضيوف عند عائلاتهم.
أما بالنسبة للرجال فيستقلون قوارب كبيرة ويدخلون إلى عرض وادي أبي رقراق ويغنون موسيقى الآلة والغرناطي، مرفقين بالمأكولات التي حضرتها ربات البيوت.
وتدوم هذه النزهة حوالي يومين كاملين للترويح على النفس والقطع مع بعض العادات التي لا تناسب الشهر الفضيل والإستعداد لإستقبال شهر رمضان.
