le12.ma

تعيش إيران، قبيل أيام من بدء تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على وقع تزايد “غضب” الشارع وارتفاع وتيرة الاحتجاجات.

وفي هذا السياق، حذرت إذاعة “إر.رإف. إي” (RFI) الفرنسية في أحد تقاريرها، اليوم الخميس، من “ازدياد سخط الشعب الإيراني واتجاهه نحو ثورة ضد النظام كرد فعل على اختناقه من سياساته التوسعية التي أفقرته ودفعت الشباب إلى الانتحار”.

وأشارت الإذاعة الفرنسية، تحت عنوان “إيران من الحلم إلى خيبة الأمل”، إلى أن “الشعب الإيراني يعيش حالة من السخط والغضب، ليس تجاه الولايات المتحدة التي ستبدأ في فرض عقوبات جديدة بعد أيام قليلة، وإنما تجاه النظام الإيراني، الذي عرّض شعبه لتلك المعاناة من البطالة والفقر والعقوبات، نتيجة لسلوكاته في المنطقة”.

وحذر المصدر ذاته من اندلاع مظاهرات جديدة خلال الأيام المقبلة، تعبيرا عن غضب الإيرانيين، انطلاقا من مدينة مشهد، التي شهدت نهاية العام الماضي انطلاق موجة من احتجاجات عمّت أرجاء إيران لاحقا.

وقالت الإذاعة إنه في 14 تموز 2015 وقعت الدول الكبرى اتفاقا بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد محادثات دبلوماسية طويلة وصعبة، بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا، وروسيا، الصين من جانب، وإيران من جانب آخر، وخلال الاتفاق تعهّدت طهران بالتزامها بالحد من برنامجها النووي، وفي المقابل يرفع المجتمع الدولي، تدريجيا، العقوبات الاقتصادية عن بلاد فارس.

وأضافت أنه “كان من المفترض، بعد الرفع التدريجي للعقوبات، أن يتنفس الشعب الإيراني وتنتعش السوق بانفتاح الشركات الغربية للاستثمار في البلاد، ولكنّ النظام أنفق تلك الأموال على التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعلان انسحابه من الاتفاق وفرض عقوبات على النظام الإيراني”.

وفي السياق ذاته، أجرت الإذاعة الفرنسية استطلاعا لآراء الإيرانيين في مدينة مشهد أظهر “إحباطهم” من سوء الأوضاع الاقتصادية ومخاوفهم من العقوبات الأمريكية الجديدة التي ستطبق خلال الأيام القليلة المقبلة (5 نونبر).

ومن نماذج الاستطلاع، ما صرّح به شاروك جاني، وهو شاب من مدينة مشهد، “الأوضاع في إيران باتت مأساوية، فالشاب لا يستطيعون الزواج لعدم قدرتهم الإنفاق على أسرة، حتى أن المتزوجين يتركون أسرهم بسبب عجزهم عن توفير احتياجات أطفالهم، بفعل الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد.. تلك الأزمة الاقتصادية آلمت جميع الإيرانيين”. وأضاف الشاب الإيراني “نتيجة ليأس الشباب من تلك الأوضاع الاقتصادية المتردية، لجأ البعض إلى لانتحار شنقا، كما سجلت أيضا عدة حالات لشباب أضرموا النار في أنفسهم، حتى ارتفعت حالات الانتحار إلى مستوى غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، بينهم أحد أصدقائي”..

وأضاف جاني “لم أشارك في المظاهرات الماضية، ولكن الأزمة الاقتصادية بدأت تتفاقم، رغم أن الأسوأ لم يأت بعد.. وأتوقع اندلاع احتجاجات خلال الفترة المقبلة، تنطلق من المدينة نفسها (مشهد) وسأشارك فيها هذه المرة”…

ومن جانبه، قال شاب آخر يسمو أحمدي إن “الغالبية العظمى من الإيرانيين، وخاصة من الشباب، متشائمون من الأوضاع خلال الفترة المقبلة بعد تغليظ العقوبات”. وأشار إلى أنه “رغم أن مشهد تعد مدينة تجارية ونشطة، فإنها الأكثر تأثرا بسوء الأوضاع الاقتصادية”.

وأضاف أحمدي أن “الشباب يشعرون بالركود، لأن دخلهم يعتمد بالكامل على حركة التجارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *