يقوم الملك محمد السادس، بزيادة غير معلنة الى فرنسا انطلقت أمس الجمعة، وجاءت في ظرفية معقدة تمر منها حكومة رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، بعدد من دولة إفريقيا من بينها المغرب.
ويرى الزميل محمد سليكي مدير النشر بجريد le12.ma ، أن حكومة رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى اعادة الدفء لعلاقات باريس والرباط.
وأضاف في تصريح للجريدة، أن إيمانويل ماكرون، ليس أمامه من خيار سوى انتهاز فرصة تواجد الملك محمد السادس في باريس من أجل التعبير صراحة على اعادة بناء العلاقات بين البلدين وفق القواعد التي سبق أن أعلن عنها الملك محمد السادس، والتزمت بها عدة دول عظمى.
وذكر الزميل سليكي، بأن الملك محمد السادس سبق أن أكد في نونبر من عام 2021، أن المغرب لن يقوم مع أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية.
وقال الملك، في خطابه السامي الذي وجهه وقتها إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، ”نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية “.
ويرى سليكي، أن المغرب بات في ظل المتغيرات الجارية على مستوى العلاقات الفرنسية الافريقية، في موقع قوي يجعل من فرنسا مجبرة على مصارحة التاريخ، والاعتراف بمغربية الصحراء، خاصة أن مراهنة ماكرون على النظام في الجزائر سرعان ما أثبت فشله، لافتقاد نظام الكابرانات إلى مصداقية الداخل والخارج.
وتابع الزميل سليكي، هنا نستحضر دعوة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في حوار له مع صحيفة Le Figaro الرئيس ايمانويل ماكرون إلى، الاعتراف بمغربية الصحراء، وعدم “بناء صداقة مصطنعة” مع قادة نظام العسكر في الجزائر.
لقد صرح قائلا: “دعونا لا نحاول بناء صداقة مصطنعة مع قادة جزائريين يستخدمون فرنسا بشكل منهجي كبش فداء لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية”
وأضاف: ” سيرفضون على الدوام إنهم بأمس الحاجة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي أغرقوا فيه بلدهم من خلال تحميل فرنسا بانتظام كل الشرور”.
وحول العلاقات بين فرنسا والمغرب أكد ساركوزي أنها تمر بصعوبات وأعرب عن قلقه من تأثير الجهود التي تُبذل تجاه الجزائر على علاقات باريس بالرباط
وصرح قائلا: “هذا التوجه يُبعدنا عن المغرب. نحن نجازف بخسارة كل شيء. لن نكسب ثقة الجزائر وسنفقد ثقة المغرب”.
رسالة ساركوزي من خلال حواره مع Le Figaro يقول المحلل السياسي الجزاري، وليد كبير، “تحمل إشارات تنبيه الى ماكرون تدعوه إلى تدارك الوقت وعدم مضيعته مع نظام العسكر وأنه من الضروري الإعتراف بسيادة المغرب على صحراءه كأساس لكسب ثقته”.
إشارات يقول الزميل محمد سليكي، يبدو أن الجالس على كرسي قصر الاليزي، التقطها بسرعة، عندما انتهز مناسبة حلول الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد الساس على عرش أسلافه المنعمين، ليبعث برسالة الى محمد السادس، اسسها على الاشادة بالنجاحات التي حققتها المملكة على عهد جلالته.
يذكر أنه في الفاتح من شهر غشت المنصرم، توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببرقية تهنئة، من رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.
وأعرب الرئيس الفرنسي في هذه البرقية عن متمنياته بالسعادة، والصحة والنجاح لجلالة الملك، مجددا “الإعراب عن مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب الفرنسي للشعب المغربي”.
وشدد ماكرون على أن “النجاحات التي حققها المغرب منذ بداية حكم جلالتكم وما حملته من زخم تحديثي، كانت رائعة”، مؤكدا أن “فرنسا، بإخلاص واحترام، جعلت دوما التعاون مع المغرب أولوية”.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بأن القدرة النموذجية للشراكة الاستثنائية التي تربط فرنسا والمغرب كفيلة بإيجاد الأجوبة المناسبة للرهانات الكبرى في الوقت الراهن.
كما عبر عن يقينه في أن العلاقة بين فرنسا والمغرب قادرة على أن تنمو وتتعزز بشكل أكبر.
وفي الرابع عشر من شهر يوليوز المنصرم، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة مقتضبة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ وذلك بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني.
وأعرب الملك، في هذه البرقية، عن أحر تهانئه للرئيس إيمانويل ماكرون، مقرونة بمتمنياته للشعب الفرنسي بمزيد الازدهار والرخاء.
هي زيارة وإن كانت غير معلنة للملك محمد السادس إلى باريس، فهي تكتسي أهمية كبرى لدى المغرب وفرنسا، بالنظر إلى المتغيرات المتسارعة في عدد من العواصم الافريقية الفرنكوفونية تحديدا، وعلاقات فرنسا ماكرون المتوترة مع عدد من الدول إفريقيا. لذلك فمصالح فرنسا الحيوية، تقتضي من حكومة ماكرون الاعتراف اليوم قبل الغد بمغربية الصحراء، ودعم الحل السلمي لهذا النزاع الذي يبقى من مخلفات الاستعمار الاسباني والفرنسي للمنطقة المغاربية.