اختتمت رسميًا المرحلة التقنية لمشروع خط القطار فائق السرعة الذي سيربط بين مدينتي مراكش وأكادير، بعد سنوات من الدراسات المعمقة التي شملت الجوانب المدنية والهندسية والمسح الطبوغرافي.

وكشفت هذه الدراسات عن كلفة إجمالية ضخمة تقدر بحوالي 50 مليار درهم، فيما انطلقت المرحلة الحالية للبحث عن التمويلات اللازمة لضمان بدء إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الذي يهدف إلى ربط وسط المملكة بشمالها عبر شبكة سككية جديدة عالية الأداء.

استكمال الإجراءات التحضيرية وتحديد المحطات الرئيسية

تظهر جدية المشروع في الإجراءات التحضيرية التي سبقت نهاية الدراسات التقنية. فقد سبق لـ المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) حيازة العقارات اللازمة لإقامة المشروع، ومن ضمنها قطعة أرضية مهمة في مراكش وأخرى في أكادير، بمساحة إجمالية تقارب 20 هكتارًا.

كما تم تأكيد جدية الخطوات التنفيذية بصدور مرسوم رسمي يقضي بضم قطعة أرضية في الحي المحمدي بأكادير، تبلغ مساحتها أكثر من 16 هكتارًا، لتُقام عليها محطة القطار فائق السرعة.

وأشارت الدراسات الأولية إلى أن الخط الجديد سيضم ثلاث محطات رئيسية في كل من مراكش وشيشاوة وأكادير، مع العمل على تحديد باقي المحطات الأخرى مستقبلاً ليخدم المشروع ما مجموعه خمس مدن كبرى على طول المسار.

الكلفة والبحث عن التمويل.. تحديات المرحلة الجديدة

تعتبر الكلفة الإجمالية للمشروع، المقدرة بـ 50 مليار درهم بناءً على الدراسات الأولية للبنية التحتية والهندسة المدنية، مؤشرًا على حجمه وأهميته.

ولضمان الانطلاق الأمثل للأشغال، تشكل مرحلة البحث عن التمويلات حاليًا أولوية قصوى، من خلال الشراكة مع متدخلين ومؤسسات تمويل متنوعة على المستويين الوطني والدولي.

مزايا استراتيجية للنمو والتنمية المستدامة

لا يقتصر طموح مشروع القطار فائق السرعة على مجرد توسيع الشبكة السككية، بل يحمل في طياته مزايًا تنموية وبيئية هامة، حيث سيوفر الخط الجديد خدمات عالية الجودة تضمن اختصارًا كبيرًا في أزمنة التنقل بين المدن المعنية.

كما سيعمل المشروع على تحسين حركة نقل البضائع عبر القطار في جميع الجهات التي سيمر بها الخط، مما يعزز من التكامل الاقتصادي.

ويُعد القطار فائق السرعة وسيلة نقل أقل تلويثًا، مما يدعم جهود المغرب في مجال التنمية المستدامة.

وقد شمل المخطط التفصيلي للمشروع إطلاق طلب عروض لإتمام الدراسات التنفيذية، وهي خطوة ضرورية قبل الشروع الفعلي في أعمال البناء.

رؤية شاملة لتغطية التراب الوطني بالشبكة السككية

يأتي خط مراكش-أكادير ضمن مخطط شامل وطموح للمكتب الوطني للسكك الحديدية يهدف إلى تغطية أوسع للتراب الوطني بالشبكة السككية.

وتشمل هذه الرؤية المستقبلية إنشاء 1300 كيلومتر من الخطوط الجديدة للسرعة الفائقة، وإضافة 3800 كيلومتر من الخطوط الكلاسيكية، وربط 43 مدينة مغربية بالشبكة، عوضًا عن الـ 23 مدينة الحالية، وتأمين النقل السككي لـ 87 بالمائة من الساكنة الوطنية.

كما يشمل المخطط إحداث 10 مراكز جهوية لتنظيم وتحسين التكامل بين مختلف أنماط النقل، مؤكدًا بذلك الدور المحوري للقطاع السككي كقاطرة للتنمية الجهوية والإدماج الترابي في المملكة.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *