le12.ma -وكالات

 

منذ سنوات والألمان يعرفون أن الممرض نيلز هوغيل قاتل، لكن ما عرفوه عنه مؤخرا كان مثابة مفاجأة صاعقة روٌعت البلاد، فقد تورّط هذا الممرض في قتل 300 مريض تقريبا.

وسلطت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير مطو نشرته أمس الجمعة، الضوء على قضية هوغيل (43 عاما) الذي وُصف بـ”السفاح الأكثر دموية في تاريخ ألمانيا”، مشيرة إلى أن القضية تثير الكثير من الأسئلة المخيفة التي تتجاوز جرائم القاتل إلى مواقف وسلوك زملاء له.. وتساءلت الصحيفة في هذا السياق: كيف أغمض زملاء الممرض السفاح، طوال سنوات، أعينهم عن جرائمه؟ وكيف لم يضع أحدهم نهاية لها؟..

حكاية هوغيل مأساوية ومخيفة في آن، منذ وصوله إلى مستشفى مدينة دلمنهورست قبل سنوات، وهو يحمل رسالة توصية “تشيد” بأدائه و”ضميره الحي” أثناء العمل.. لكن تلك الرسالة، التي أصدرها المستشفى السابق الذي كان يعمل بفي، لم تشر بطبيعة الحال، إلى عدد الوفيات غير الطبيعية التي تزامنت مع فترة عمله.

بعدما باشر عمله في مستشفى دلمنهورست، وإمعانا في التضليل، كان “الممرض السفاح” يمنح المرضى جرعات زائدة من الأدوية تسبّب السكتات القلبية، ثم يقوم بمحاولاوت “إنقاذ” بطولية لهؤلاء المرضى، حتى إن زملاءه منحوه لقب “رامبو الإنعاش”، بل ومنحوه “قلادة” مصنوعة من أنايب الحقَن.

غير أن الصادم حقا هو أنه خلال ثلاث سنوات في مستشفى دلمنهورست سُجلت وفاة 411 شخصا، 321 منهم توفّوا خلال وردية عمل هوغيل، أو عقب نهايتها بقليل.. وبعد تحقيق سريع، أصدرت محكمة ألمانية في 2006 حكما بسجن هوغيل مدى الحياة بعد إدانته بقتل مريضين وإسهامه في مقتل أربعة آخرين، قبل أن يخضع الآن، وبعد نحو 13 عاما، لمحاكمة جديدة، على نطاق أوسع بكثير.


بعد تحقيقات جديدة صارت السلطات الألمانية تظنّ أن هذا الممرض هو “السفاح الأكثر دموية في تاريخ البلاد”، وتدور الآن شكوك جدية بشأن تورطه في مقتل نحو 300 مريض، اعترف السفاح حتى الآن بقتل 42 منهم، خلال 5 أعوام، ابتداء من العام 2000.

كما لم يستبعد القاتل تورطه في قتل 52 آخرين، لكنه نفى تحديدا قتله خمسة من الأسماء التي قدّمتها السلطات. غير أن ذلك الأمر استغرق تحقيقا واسعا امتد تقريبا 10 سنوات، عملت فيها السلطات على استخراج جثث ضحايا من القبور، في عدة دول، مثل ألمانيا وتركيا وبولندا، بحثا عن أدلة تدين القاتل.

أفادت “نيويورك تايمز” بأن عدد جرائم القتل التي ارتكبها السفاح والوقت الذي استغرقته أثارا العديد من الأسئلة الصادمة في ألمانيا. بينما أمر قاض ألماني بالتحقيق مع ثمانية من زملاء السفاح السابقين، على خلفية شكوك في أنهم “كذبوا” على المحاكم أو أخفوا دلائل للتغطية على زميلهم.

وأكد الدكتور كارل هاينز باين، وهو طبيب نفسي في ألمانيا، أنه يظن أن جرائم الممرض السفاح ربما كانت مدفوعة بالنرجسية والحاجة إلى تعويض نقص كبير في تقدير الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *