لم تكد حمى الصخب الإعلامي والجماهيري تخف حدتها بين المغرب و الجزائر، حتى لاحت في أفق التباري القاري مواجهة عاصفة بين الرجاء البيضاوي و الأهلي المصري لحساب نهائي السوبر الإفريقي.
عقارب العد التنازلي لهذه المواجهة تعكس استقطابا جماهيريا عارما و جدلا إعلاميا لافتا، إلا أن مراوحة هذه الأجواء للإطار الرياضي المرسوم لها ما لبث يستنفر المراقبين و المهتمين، الذين تقاطعت وجهات نظرهم في مجملها، حسب القرائن المتداولة إعلاميا و افتراضيا، حول توقعات تفيد بأن النزال سيكون ملتهبا رياضيا و تنافسيا دون ان يخرج عن نطاقه الحضاري كما عودتنا المواجهات المصرية و المغربية المجبولة على تخليص الرياضة من شوائب السياسة..
حديث جريدة le12 عربية مع الصحفي الألمعي نوفل العواملة يختزل وجهة نظر هذا الأخير بشأن مواجهة كروية بين أشقاء تفرقهم طموحات التباري الرياضي فيما تجمعهم مقومات المشترك الجغرافي التاريخي و الهوياتي..
*حاوره: كريم شوكري
ما هي برأيك حظوظ الرجاء البيضاوي ضد الأهلي المصري في مباراة السوبر الإفريقي؟.
“أعتقد بأن حظوظ الرجاء تبقى قوية ضمن هذه المسابقة التي ستجرى في مباراة واحدة، على الرغم من ضراوة الخصم و نديته التنافسية التي جعلته يحصد الأخضر واليابس على مستوى الكرة الأفريقية. وطبعا فالرجاء ينطوي على نقاط قوة تتجلى تحديدا في شخصيته العصية التي عادة ما يفرضها برسم المباريات الحاسمة، وهو ما تعكسه تجربته الحافلة سواء رفقة الجيل الحالي أو على امتداد نسخه السابقة”.
كيف تتوقع سيناريوهات المواجهة، تقنيا، تنافسيا و جماهيريا؟.
“الأكيد أنها ستكون مباراة مفتوحة، لأن الرجاء عودنا انه لا يركن إلى الدفاع في النزالات الحاسمة، و نفس الخاصية تنطبق على الأهلي المصري بعناصره المجربة و المتمرسة على مستوى المواعيد الكروية الكبرى.
فمن المرتقب إذن أن نستمتع بطبق كروي يتراوح بين المتعة و غزارة الأهداف.
أما بخصوص المتابعة الجماهيرية، فكل المؤشرات تفيد بأننا سنكون على موعد مع مدرجات ممتلئة عن آخرها، بحكم الإقبال الجماهيري الذي اعتدنا عليه عندما يتعلق بأعتى أندية القارة، فجماهير الرجاء الموزعة على مختلف بقاع العالم بما في ذلك الجالية القطرية، ستكون خير سند للنسور الخضر، و نفس الشيء بالنسبة لجماهير الأهلي التي ستقدر بالآلاف في صفوف الجالية المصرية المقيمة بقطر.
كلها معطيات تنبىء بأن مدرجات ملعب المواجهة ستكون متشحة بالأحمر و الأخضر في مشهد يضفي نكهة خاصة على هذا الحدث الكروي”.
ألا تلاحظ بأن أجواء المواحهة لا تخضع لضغوط التدافع الجماهيري و الشحن السياسي على غرار ما عشناه مع مباراة المغرب و الجزائر لحساب الدور الربع نهائي لكأس العرب؟.
“ما حدث من تسييس لمباراة الجزائر و المغرب لن نراه حتما يتكرر في لقاء الرجاء و الأهلي لان السياق ببساطة مختلف.
ففي الديربي المغاربي تابع القاصي و الداني إيقاع التجييش الذي فرضه النظام الجزائري عبر إعلامه و منتخبه لتسجيل أهداف سياسية محضة من خلال اللعب على وتر القضية الفلسطينية بالإضافة لأمور أخرى. في حين أن الأشقاء المصريين ألفوا منازلة الأسود والأندية المغربية دون ضوضاء إعلامي أو حساسيات سياسية، و هذا طبعا يحسب لهم باعتبارهم يقدرون أواصر الإخوة و المحبة التي تجمع بين المملكة و أرض الكنانة”.
