كشفت دراسة أشرف عليها مجلس النواب عن أرقام صادمة، في ما يتعلق بالتزام المغاربة بأداء الضرائب والالتزام بالقيم.
وحسب الدراسة التي تناولت “القيم وتفعيلها المؤسسي: تغيرات وانتظارات لدى المغاربة“، فإن ما بين %28 و%19 من المشاركين في الدراسة اعتبروا أن الاختيارات التي تؤدي بصاحبها إلى العديد من السلوكات.
وعددت الدراسات تلك السلوكات في “عدم أداء الضريبة لو أتيحت له الفرصة“، و“الكذب لتحقيق مصلحة شخصية“،و“قبول دفع رشوة لتحقيق مصلحة“، و“إعطاء هدايا للحصول على خدمات عمومية“، و“تقديم خدمة لأصدقاء/أقرباء بدلا لمن يستحقها“،و“عدم أداء تذكرة ثمن النقل الحضري“.
وبرر هؤلاء اختياراتهم بأن “مسؤولية الإخلال بالقيم على المستويات المذكورة تقع على كاهل المؤسسات المكلفة بتقديم خدمات للمواطنين“، وهو ما أشارت له الدراسة بأن ” لسان حالهم يقول: بما أن الضريبة “مجحفة” فإنه يجوز عدم أدائها إن سنحت الفرصة لذلك، وبما ان الإدارة “معيقة” للمبادرة والنشاط فإنه يجوز تليين بعض موظفيها بالرشوة والهدايا، وبما أن سعر حافلة النقل مرتفع، فإنه يجوز عدم أداء ثمن التذكرة“.
وبالتالي فإن التحدي بالنسبة لهذه الفئة “لا يتمثل في التزام الأفراد بمقتضيات القيم فكريا وسلوكيا، وإنما في مدى تفعيل القيم في المؤسسات القائمة عن طريق إنشاء نظام ضريبي عادل، وإدارة في خدمة المواطن والمجتمع، ووسائل نقل ذات تكلفة في متناول مستعمليها، ومؤسسات تشتغل بمبدإ الاستحقاق“، عندئذ فقط “لن تعود، في نظرهم، الممارسات المخلة بالقيم مبررة“.
