بعد سنوات من التوقف، يخطو مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء خطواته الأولى نحو التنفيذ، بعدما صادق مجلس جماعة المدينة على اتفاقية تسريع إنجازه.
عادل الشاوي
صادق مجلس جماعة البيضاء، بالأغلبية، على اتفاقية تسريع مشروع المحج الملكي، وذلك خلال الدورة الاستثنائية التي عقدها، اليوم الثلاثاء.
وقد تم رصد ميزانية حددت في 200 مليار سنتيم لإنجاز هذا المشروع، وذلك في أجل أقصاه 3 سنوات.
وعرفت هذه الدورة الاستثنائية مصادقة 91 عضوا على الاتفاقية المذكورة، فيما تم رفضها من طرف مستشار واحد.
وتشمل الاتفاقية عدة محاور استراتيجية، وتتجسد في “تفويت مجاني للأصول: حيث ستنقل (صوناداك) مجموعة من الأصول للجماعة، منها سوق القريعة (54.698 م²)، وسوق العيون (5.900 م²)، وأرض بشار الخير (13,25 هكتار)، وأراضي النسيم وإسلان، وأرض الكورنيش الجديد (13,09 هكتار)، مع تحمل الجماعة لمصاريف النقل العقاري، وتحمل (صوناداك) للمخاطر الضريبية”.
وفيما يخص السكن الاجتماعي، تفيد المعطيات المتحصل عليها أنه “خلال ثلاثة أشهر ستوقع (صوناداك) (CIE) اتفاقية لإطلاق طلبات عروض للمنعشين العقاريين المكلفين ببناء وحدات سكنية لإعادة إيواء الساكنة المتضررة من المحج الملكي، بما يضمن تحقيق عدالة اجتماعية وكرامة السكان”.
وتفيد الاتفاقية أن “صوناداك” ستدفع 2 مليار درهم لصالح “CIE” أو مؤسسة أخرى على مدى أربع سنوات، بمعدل 250 مليون درهم كل ستة أشهر، ما يضمن تمويل المشروع بشكل مستدام حتى 2029.
وبالنسبة لتهيئة مشروع النسيم الجديد، تؤكد المعطيات أن “صوناداك” ستكمل تطوير النسيم على الأراضي المشمولة بالمنفعة العامة وفق (Master Plan) المصادق عليه في يوليوز 2025، بمساحة إجمالية للبناء تصل إلى 2.647.385 م²، منها 401.400 م² مخصصة للسكن الاجتماعي لإعادة إيواء سكان المحج الملكي.
وتعتبر هذه الاتفاقية منعطفا مهما لمسار مشروع المحج الملكي، الذي ظل معطلا لسنوات، لتصبح الدار البيضاء، أخيرا، مدينة تجمع بين الحداثة، الاستدامة، والعيش الكريم لسكانها، وتدخل مرحلة جديدة على خريطة المدن العالمية الكبرى، حيث تطمح إلى منافسة لندن ونيويورك وبوسطن في المشاريع الحضرية المستدامة والابتكار العمراني، وذلك على طريق احتضان المملكة لمونديال 2030.
