واصل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم للشباب 2025 المقامة في شيلي، بتحقيقه فوزًا ثمينًا على نظيره الكوري، ليحجز بذلك بطاقة العبور إلى ربع النهائي وسط أداء جماعي منظم وانضباط تكتيكي أشاد به المتابعون.
وعقب المباراة، عبر وهبي عن ارتياحه لأداء عناصره، مشيرًا إلى أن المواجهة كانت صعبة أمام خصم “ليس لديه ما يخسره”، وأضاف: “الكوريون دافعوا بقوة وضيّقوا المساحات، لكن لاعبينا أظهروا تركيزًا كبيرًا ونجحوا في خلق فرص واضحة بفضل التنظيم والهدوء”.
الناخب الوطني، أكد أن الفريق أبان عن نضج تكتيكي رغم بعض الهفوات، موضحًا أن الهدف الأساسي هو “تقديم صورة مشرفة لكرة القدم المغربية”، عبر أداء قتالي وذكي داخل رقعة الميدان.
وبخصوص المواجهة المرتقبة أمام المنتخب الأمريكي، وصفها وهبي بـ”الاختبار الحقيقي”، مشيرًا إلى أن خصمهم المقبل يُعد من أبرز المرشحين لنيل اللقب، مما يستدعي الاستعداد الجيد، خاصة على المستوى الدفاعي.
تجدر الاشارة إلى أن المنتخب الوطني المغربي، تأهل الى دور ربع نهائي كأس العالم لهذه الفئة ،الجارية أطوارها في الشيلي ، عقب فوزه على نظيره الكوري بهدفين لواحد في المباراة التي جمعت بينهما ليلة الأربعاء- الخميس (بتوقيت المغرب) بملعب “إل تينيينتي” بمدينة رانكاغوا ( 86 كلم من سانتياغو) برسم دور الثمن.
ومع انطلاقة المباراة، سعى المنتخب المغربي إلى ممارسة الضغط على مرمى الحارس الكوري هونغ سونغمين، من خلال محاولة قادها عثمان معمة بعد تمريرة متقنة من سعد الحداد في الدقيقة السادسة.
ورد منتخب جمهورية كوريا بهجمة شكلت خطورة على مرمى الحارس يانيس بنشاوش، غير أن حسن تمركز الدفاع المغربي حال دون ذلك.
وأثمر اندفاع “الأشبال” عن توقيع هدف التقدم في الدقيقة الثامنة، عقب هجمة منظمة انطلقت من الجهة اليمنى، انتهت عند ياسر الزابيري الذي وجه كرة مقصية جميلة ارتطمت باللاعب شين مينها قبل أن تستقر في الشباك.
وعاد مدرب المنتخب الوطني، محمد وهبي، في هذه المواجهة الحاسمة، إلى الاعتماد على التشكيلة الأساسية، مع إجراء تعديل وحيد تمثل في إشراك لاعب الوسط نعيم البيار بدلا من حسام الصادق.
ومنح تسجيل الهدف الأول العناصر الوطنية دفعة معنوية قوية، في حين دفع الكوريين إلى تكثيف الضغط على دفاعات “الأشبال” سعيا لتعديل النتيجة. واقترب المنتخب الكوري من بلوغ مراده في أكثر من مناسبة، غير أن حسن تموضع اللاعبين المغاربة وتماسك خطوطهم الخلفية حال دون ذلك.
وأمام الضغط العالي الذي فرضه لاعبو كوريا، وسرعتهم في افتكاك الكرة وإحكامهم إغلاق المساحات أمام العناصر الوطنية، اضطر “أشبال الأطلس” إلى اعتماد الكرات الطويلة في محاولة لاختراق التنظيم الدفاعي المحكم للفريق الخصم، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم الكتيبة الوطنية.
ومع انطلاق الجولة الثانية، سعى المنتخب الكوري إلى فرض إيقاعه على مجريات اللعب، غير أن يقظة العناصر الوطنية مكّنتها من اقتناص هجمة خاطفة قادها عثمان معمة، الذي أرسل كرة عرضية من الجهة اليمنى وجدت في طريقها ياسر الزابيري، ليسددها بإتقان داخل الشباك مُسجلا الهدف الثاني في المباراة والثالث له في البطولة (د 58).
وعلى الرغم من الاندفاع الهجومي للمنتخب الكوري وسعيه الحثيث لتقليص الفارق والعودة في نتيجة المباراة، فإن الانضباط التكتيكي للعناصر الوطنية وحسن تموضعها مكنّاها من احتواء ضغط الفريق الخصم وإبقاء النتيجة على حالها.
وللحفاظ على التقدم في النتيجة وضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب المغربي، عمد الناخب الوطني إلى إحداث تغييرات تكتيكية بهدف الحد من خطورة هجوم المنتخب الكوري، حيث دفع بإلياس بومسعودي بدلا من سعد الحداد، ويونس البحراوي مكان ياسر الزابيري، فيما أدخل أنس تجوارت لتعويض عثمان معمة، ثم محمد حموني عوض ياسين جسيم.
وقبيل انتهاء الجولة الثانية ضاعف الكوريون ضغطهم على مربع العمليات المغربي لتلمس الكرة يد إسماعيل بختي، ويعلن الحكم الأرجنتيني داريو هيريرا، انبرى لتسجيها تايوون كيم في الدقيقة 90 + 6.
