المصطفى الحروشي
لجأت سلطات الرباط أمس الإثنين إلى إستعمال القوة العمومية لتفريق وقفة تضامنية مع فلسطين، تحت مبرر خرق منظمي الوقفة لتدابير مواجهة جائحة كورونا.
التدخل العنيف لتفريق الوقفة، جعل عدد من المشاركين فيها يرفعون شعارات مناهضة لهذا المنع، ما أعاد السؤال حول التطبيق الحرفي للقانون بمعزل عن الأخذ بالاعتبار روح القانون ورسائل منع هكذا وقفات تضامن..وهذا ما تعرض له حنان رحاب البرلمانية الاتحادية والصحفية في هذه الورقة.
*حنان رحاب
منع الوقفات التضامنية مع إخواننا الفلسطينيين بالقدس غير مقبول.. والتعليل بقانون حالة الطوارئ الصحية قد يكون مقبول من ناحية التفسير الحرفي للقانون.. ولكن القانون ليس نصوصا فقط..
القانون هو روح.. ويخضع تأويله لمقتضيات السياق والمصلحة العامة..
والواقع أن المغاربة متألمون لما يقع في القدس الشريف.. ولن يضر السلطات في شيء أن تسمح لمن دعوا للوقفات بالتعبير عن تضامنهم.. وأعتقد أن هذه الهيآت بدورها تستوعب مقتضيات الظرفية بما فيها الإكراهات الاحترازية المرتبطة بالجائحة..
منع الوقفات بذلك الشكل في اعتقادي رسالة خاطئة.
رسالة سيروج خصوم المغرب بأن المنع موجه ضد التضامن مع الفلسطينيين.. في وقت يتابع العالم كله تداعيات ما يقع من ترهيب في القدس.. بما فيها التعبيرات التضامنية…
صعب أن يقتنع الناس بأن المنع مرتبط بالإجراءات الاحترازية في الوقت الذي تمتلأ الأسواق وتزدحم مع اقتراب عيد الفطر المبارك…
مازلت مقتنعة بالجهود التي يبذلها المغرب دون ضجيج من أجل سلام يضمن حقوق الشعب الفلسطيني كما عبرت عن ذلك رسالة جلالة الملك للرئيس الفلسطيني الاخيرة..
ومن روح تلك الرسالة.. اجدني ممتعضة ورافضة لمنع وقفات اليوم عبر استعمال القوة.. وهو منع غير مبرر ولا داعي له من الأصل…
*برلمانية إتحادية
