في إطار الجهود الرامية إلى حماية الفئات الهشة والوقاية من مخاطر البرد القارس والتقلبات المناخية، شهد نفوذ الملحقة الإدارية الأولى بوزان تنظيم حملة ميدانية واسعة لتقديم المساعدة وإيواء الأشخاص في وضعية شارع.
وقد أشرفت القائدة رئيسة الملحقة الإدارية الأولى، بتنسيق وثيق مع المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، على هذه العملية الإنسانية التي عرفت تعبئة مختلف الأجهزة المحلية، من عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة، الذين جابوا شوارع وأزقة الملحقة لتقديم يد العون للفئات المستهدفة.
وقد تميزت هذه الحملة بنجاح استثنائي، حيث تمكنت السلطات من إقناع عدة أشخاص بالانتقال إلى مركز الإيواء لتلقي الرعاية اللازمة، وكان من أبرزهم الشخص المعروف بالمدينة باسم “بابا أحمد”؛ إذ يُعد إيواؤه عملاً إنسانياً لافتاً، بالنظر لامتناعه لسنوات عن الالتحاق بدار الإيواء وتفضيله البقاء في الشارع رغم كل المحاولات السابقة، غير أن المقاربة التواصلية والإنسانية التي اعتمدتها اللجنة المشرفة هذه المرة، نجحت في إقناعه بضرورة الاستفادة من الخدمات الاجتماعية والصحية التي يوفرها المركز.

وفي تعليق على هذه المبادرة، أكد فاعل جمعوي بالمدينة في تصريح ل Le12.ma, أن ما شاهده يمثل نموذجاً حقيقياً للمقاربة الإنسانية في التعاطي مع ملف الأشخاص دون مأوى، مشيراً إلى أن نجاح الحملة في إقناع حالات صعبة كحالة “بابا أحمد” لم يكن ليتحقق لولا لغة الحوار والرفق، ومثمناً هذه الالتفاتة التي تتجاوز مجرد الإيواء لتصل إلى صون الكرامة البشرية وتعزيز الحماية الاجتماعية بالمدينة.

وتستهدف هذه المبادرة، التي استحسنها سكان المدينة، توفير مأوى آمن يحمي هذه الفئة من قساوة البرد، وتقديم الرعاية الصحية والتغذية المتوازنة للنزلاء، وصولاً إلى إعادة الإدماج الاجتماعي بما يضمن الحفاظ على كرامة الجميع.
*رشيد زرقي
