في عرس فلاحي يجسد حيوية القطاع الزراعي بالمملكة، ترأس السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الأربعاء بمدينة وزان، الافتتاح الرسمي للدورة الثالثة من المعرض الوطني للزيتون.
وينعقد هذا المعرض، الذي يمتد من 24 إلى 28 دجنبر الجاري، تحت شعار “سلسلة الزيتون: رافعة للتنمية المستدامة”، مؤكداً على الدور المحوري لهذا القطاع في الاقتصاد المحلي والوطني.
منصة للابتكار واستشراف المستقبل
تؤكد معطيات وزارة الفلاحة أن هذه الدورة تشكل محطة محورية بمشاركة أزيد من مائة عارض يمثلون مختلف التعاونيات وشركات المعدات الفلاحية ومؤسسات البحث والابتكار، إلى جانب المهنيين والفاعلين في القطاع.
ومن المنتظر أن يستقبل المعرض خلال فترة تنظيمه ما يفوق 35 ألف زائر، وهو رقم يعكس الاهتمام الشعبي والمهني المتزايد بسلسلة الزيتون ودورها الهيكلي في النهوض بالمجالات القروية، كما يشكل المعرض فضاءً للتواصل يهدف إلى تعزيز تنافسية زيت الزيتون المغربي وتشجيع الاستثمار، مع مواءمة القطاع مع متطلبات التغيرات المناخية بما يتماشى مع استراتيجية “الجيل الأخضر”.
برنامج علمي لمواجهة التحديات المائية
يتضمن البرنامج الموازي لهذا الحدث تنظيم يومين علميين في 25 و26 دجنبر بحضور خبراء وطنيين ودوليين، حيث ستتركز النقاشات حول سبل تطوير تقنيات الإنتاج المستدامة وتثمين المنتجات وتدبير الموارد المائية.
وتسعى هذه الجلسات العلمية إلى إيجاد حلول عملية لتثمين المنتجات الثانوية لعصر الزيتون، ووضع خارطة طريق لتكيف القطاع مع التحديات المناخية الراهنة، مما يضمن استمرارية الإنتاجية في ظل الندرة المائية.
أرقام وطموحات.. نحو 3.5 ملايين طن في أفق 2030
تعد سلسلة الزيتون ركيزة أساسية للفلاحة المغربية، حيث تساهم المساحة المزروعة التي تبلغ 1.2 مليون هكتار بنحو 65 بالمائة من مجموع مغروسات الأشجار المثمرة بالمملكة.
وبفضل الجهود المتواصلة منذ مخطط المغرب الأخضر، يشهد الإنتاج منحى تصاعدياً ملموساً، حيث من المرتقب أن يصل إنتاج سنة 2025 إلى نحو مليوني طن من الزيتون.
وتطمح الرؤية الاستراتيجية في أفق 2030 إلى الرفع من هذه المساحة لتصل إلى 1.4 مليون هكتار، بهدف تحقيق إنتاج إجمالي قدره 3.5 ملايين طن، تعزيزاً للأمن الغذائي الوطني وخلق القيمة المضافة.
تحفيز المهنيين وشراكات استراتيجية
وعلى هامش الافتتاح، قام الوزير أحمد البواري بتسليم الجوائز للمنتجين والتعاونيات الفائزة في المسابقة الجهوية لزيت الزيتون البكر الممتاز، تقديراً لجهودهم في تجويد الإنتاج.
كما تم توقيع اتفاقيتي شراكة استراتيجيتين لدعم البحث العلمي والمواكبة التقنية بالجهة، شملت التعاون بين المديرية الجهوية للفلاحة والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، وكذا التنسيق مع المعهد الوطني للبحث الزراعي والهيئة البيمهنية المغربية للزيتون، وذلك في إطار تنزيل أهداف الجيل الأخضر على المستوى الميداني.
مشاريع هيكلية لتعزيز المدارات السقوية
رافق افتتاح المعرض زيارة ميدانية لإطلاق وتتبع مشاريع هيكلية تهدف إلى تطوير البنية التحتية الفلاحية بالإقليم، حيث أعطى الوزير انطلاقة أشغال التهيئة الهيدروفلاحية للمدار السقوي لجماعتي أسجن ومزفروان على مساحة 1.500 هكتار باستثمار يناهز 230 مليون درهم لفائدة 3.500 فلاح.
وفي سياق متصل، تم الاطلاع على مشروع توسيع المدارات السقوية بجماعتي أونانا وسيدي رضوان الذي يغطي 5.000 هكتار باستثمار ضخم يصل إلى مليار درهم، والمقرر انطلاق أشغاله في النصف الثاني من سنة 2026، مما سيساهم في تحسين دخل آلاف الفلاحين وتعزيز السيادة الغذائية للمنطقة.
Le12.ma
