في بادرة تعكس الالتزام بتوفير الرعاية الصحية العاجلة للمواطنين في مختلف ربوع المملكة، سخّرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أمس السبت، طائرة طبية مجهزة بالكامل لنقل رضيع خديج من المركز الاستشفائي الإقليمي بزاكورة نحو المركز الاستشفائي الجامعي بفاس.

وجاء هذا التدخل الاستعجالي بناءً على تقارير طبية أكدت أن الحالة الصحية للرضيع الخديج، الذي وُلد قبل الأوان، تتطلب رعاية متخصصة ومكثفة غير متوفرة محلياً، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى وحدة الإنعاش المتخصصة في طب حديثي الولادة بالمركز الجامعي بفاس.

عملية دقيقة وفريق متخصص

وحسب مصادر طبية، تمت عملية النقل الجوي في ظروف عالية الدقة، حيث تم تجهيز الطائرة بكافة المعدات الضرورية للحفاظ على استقرار حالة الرضيع الحرج، بما في ذلك حاضنة متطورة وأجهزة دعم الحياة.

كما أشرف على المرافقة الطبية فريق متخصص يضم طبيباً مختصاً في الإنعاش والتخدير وممرضاً متخصصاً في المجال، لضمان تقديم أعلى مستويات الرعاية للرضيع طوال الرحلة الجوية التي قطعت مسافة كبيرة بين إقليم زاكورة الجنوبي ومدينة فاس.

تجسيد لجهود تقريب الخدمات الصحية

ويأتي هذا النقل النوعي ليؤكد على استراتيجية الوزارة في تدبير الحالات الصحية الحرجة التي تستدعي نقل المرضى نحو المؤسسات الاستشفائية المرجعية ذات التخصص العالي، خصوصاً من المناطق البعيدة، وهو ما يضمن للمواطنين، وفي مقدمتهم الفئات الأكثر هشاشة كالخدج، الحق في الولوج إلى خدمات صحية متقدمة وفقاً للمعايير الطبية المعمول بها.

وقد لقيت هذه المبادرة الإنسانية تفاعلاً إيجابياً واسعاً في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد النشطاء بالسرعة والفعالية في الاستجابة للحالة الحرجة، داعين إلى تعزيز هذا النوع من التدخلات المستدامة لضمان تغطية صحية متساوية وعادلة لجميع سكان المملكة.

ويُنتظر أن يتلقى الرضيع الخديج العلاج والرعاية اللازمة في المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، تحت إشراف طاقم طبي متخصص، في خطوة تُعيد الأمل لعائلته وتُبرز الدور المحوري للطيران الطبي في إنقاذ الأرواح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *