حسناء ضمير 

بينما انبرى مجلس بلدية واد زم برئاسة حزب البيجيدي لتنظيم سهرات للغناء تموّل من جيوب دافعي الضرائب، خرجت فعاليات جمعوية، بينها مناضلون اتحاديون واستقلالون وباميون، في مسيرة احتجاجية لتحسين خدمات المستشفى المحلي والمطالبة بـ”رفع الحيف” على مدينة الشهداء.

وقال سعيد جعفر، القيادي الاتحادي المحلي في وادي زم، إن تعامل الحزب الإسلاموي الحاكم بوادي زم يكشف مفارقات غريبة يكشفها، فبعدما كان ضد كل معالم الفن والفرح بما فيها المهرجانات والمواسم، وكان يخوض ضدها “المعارك”، الفكرية والميدانية، ها هو اليوم يمول مهرجانا يحتضن من بين ما يحتضن سهرة فنية يحييها الصنهاجي والداودي وعصام كمال وخديجة مركوم…

وتابع جعفر “موقفنا الإيجابي من الفن ومعالم الفرح ثابت، ولو كان الأمر مراجعة فكرية لكنا قبلناه وسرنا فيه من أجل تجسير العلاقات وتعزيز المشتركات، ولكننا وجدناه “تقية” جديدة عبر توظيف بالوكالة من أجل أهداف انتخابية”. وأضاف القيادي الاتحادي: “المفارقة الثانية غريبة جدا، ما الذي يدفع حزبا حاكما في مدينة قادت ثورة 20 غشت أن يخلد ذكرى استشهاد وإعدام مقاومين، وعلى رأسهم دويدة، من قبَل الاحتلال الغاشم، بسهرة فنية، وليس بما يناسب قيمة ما قاموا به من مقاومة وما وسمهم من شجاعة من أجل الوطن؟”.. وأكد المتحدث ذاته أن “أقرب تفسير لهذا القرار هو سعي الإسلاميين في وادي زم إلى محو ذاكرة المدينة ورأسمالها اللامادي. وقد جربوا هذه الوصفة في محطات عديدة”. وعدّد جعفر هذه المحطات في “محاولة المرحوم بوعزة الفاسيني تحويل بناية الكنيسة إلى ملحقة تابعة للبلدية ثم إلى ناد للخياطة والطبخ لولا تعرض سلطة الوصاية وإجهاز المجلس البلدي على تراث انساني كوني يتمثل في السماح بترحيل حوالي 170 من رفات جثت جنود سينغاليين وفرنسيين من مقبرة سيدي عبد العزيز الى المقبرة المسيحية في الدار البيضاء”.

وذكر المتحدث بـ”الإجهاز على جمعيات تاريخية في المدينة لها علاقة بالهوية المخالفة للإخوان، عبر حرمانها من الدعم وتفريخ مئات الجمعيات الذيلية لتوظيفها انتخابيا وضرب الطابع التضامني العفوي بين أبناء وبنات المدينة عبر إحداث جمعية للتكافل بأهداف انتخابية واضحة”.

وندد المناضل الاتحادي بـ”السعي إلى إفراغ ذكرى 20 غشت، التي لها قدسية ورمزية خاصة في وادي زم، من حمولتها وتحويلها إلى مجرد محطة فلكلورية غنائية فارغة من الروح”، معتبرا “مسيرة الجمعيات المدنية احتجاجا على ضعف خدمات المستشفى المحلي “الاحتفالَ” الحقيقي بذكرى 20 غشت” وأن “طريقة احتفال المجلس البلدي، الذي يسيره حزب العدالة والتنمية، تحريف لتاريخ المدينة وتشويه لهويتها”.

في خضم ذلك قالت عائشة عز، القيادية البامية، نهاية الأسبوع المنصرم في لقاء تواصلي في المنطقة، إن “مدينة واد زم تعدّ مدينة الشهداء لأنها عُرفت تاريخيا مقاومة شرسة في عهد الاستعمار وكانت مثالا في التفاني من أجل مصلحة الوطن”، مشددة على أنه “حان الوقت لأن تأخذ المنطقة حقها والقيمة التي تستحق وجاء الدور على مؤسسات الحزب وبرلمانيي ومنتخبي الإقليم والجهة في نقل معاناة السكان إلى الحكومة والوقوف على هذه المشاكل من أجل حلها جذريا”.

ووضّحت عز، عضو المكتب الفيدرالي لـ”البام”، أن عبد اللطيف مدني، الذي حصل مؤخرا على مقعد في مجلس النواب، سيعمل جاهدا، بمعيّة الأمناء الإقليميين والمكتبيين السياسي والفيدرالي، على إعادة هيكلة الحزب تنظيميا على مستوى الإقليم لخدمة المواطنين ولتفعيل مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، من أجل القضاء على المفسدين وتخليق الحياة السياسية التي رفعها الحزب كشعار، وكذا تصحيح المسار وخدمة جهة بني ملال -خنيفرة وتحديدا مدينة واد زم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *