تتجه أنظار جماهير كرة القدم العربية، بعد ساعات قليلة من الآن، صوب ملعب “لوسيل” بقطر لمتابعة المشهد الختامي لبطولة كأس العرب، في مواجهة استثنائية تجمع بين المنتخب المغربي “أسود الأطلس” ونظيره الأردني “النشامى”.

هي أكثر من مجرد مباراة، إنها 90 دقيقة تفصل بين كتابة التاريخ أو تأكيده في ليلة يختلط فيها الطموح بالخبرة فوق المستطيل الأخضر.

ما يميز هذا النهائي ويجعله استثنائياً، هو ذلك الصراع التكتيكي الذي يفوح بـ “نكهة مغربية” خالصة على خط التماس، حيث يجد المدرب طارق السكتيوي، الذي يحمل أحلام المغاربة للحفاظ على اللقب، نفسه في مواجهة مباشرة أمام زميله وصديقه جمال السلامي، الذي نجح في قيادة المنتخب الأردني إلى نهائي تاريخي غير مسبوق.

هذا “الديربي التدريبي المغربي” يضيف طبقة من التعقيد والإثارة، فكلا المدربين يعرفان فكر بعضهما البعض جيداً، مما يحول المباراة إلى “شطرنج كروي” يتطلب الكثير من الدهاء والصبر لخطف اللقب.

ويدخل المنتخب المغربي هذا النهائي بشخصية البطل، باحثاً عن إضافة اللقب العربي الثاني لخزائنه وتكريس سيطرته على الكرة العربية، معتمداً على الانضباط التكتيكي العالي الذي زرعه السكتيوي والصلابة في الخطوط الخلفية بهدف العودة بالكأس الغالية إلى الرباط.

وفي المقابل، يقف “النشامى” أمام فرصة تاريخية لكتابة أول سطر ذهبي في تاريخهم، متسلحين بالعزيمة والروح القتالية وسلاح المرتدات الخاطفة الذي طوره السلامي بشكل ملحوظ خلال الأدوار الإقصائية، ليدخلوا اللقاء بشعار “الآن أو أبداً”.

و يبقى السؤال المعلق في أذهان الملايين: هل تبتسم الكأس لخبرة السكتيوي وأسود الأطلس، أم ينجح جمال السلامي في تحقيق المعجزة الأردنية وقيادة النشامى لمنصة التتويج لأول مرة في تاريخهم؟.

نتمنى الكأس مغربية. ولكننا ثقة في تتويج المغرب بكأس العرب.

*رشيد زرقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *