نيويورك:le12.ma

من واشنطن كشفت الصحفية المغربية فدوى مساط المديرة السابقة لقناة الحرة الأمريكية، عن موضوع بات يؤرقها..تتحدث عنه بجوارها من خلال هذه التدوينة التي كتبتها قبل قليل بيدها.

عزيزي سعيد،

لقد عدت إلى واشنطن أمس ووجدتها أنيقة، صامتة وسعيدة.. ربما سعيدة أكثر من اللازم!

عدت ومازال جسد والدتي النحيل المكوم في قاع السرير يحتل عقلي ويكاد يدفعني للجنون.. 

لماذا تكون نهايتنا بهذا السوء يا سعيد؟ 

لماذا يتآكل جسد والدتي كل يوم، بينما تأبى روحها الرحيل؟؟

ألا يرى الله عذابها؟ هل غفل عنها؟ هل نسيها؟ 

هل ينتظر حتى تجف عظامها، لأن جسدها قد جف بالكامل وتحول إلى كتلة متهالكة من الجلد والعروق تختفي كل يوم ببطء شديد..

تدوينة مساط
تدوينة مساط

هل سيكون مصيري مماثلا عندما أكبر؟ هل سيلتهم مرض الزهايمر اللعين ذاكرتي أيضا ويدفعني لارتداء الحفاظات ونسيان كل ذكرياتي وأحبائي؟

أنا خائفة يا سعيد أن يكون مصيري مشابها.. أخاف أن يغفل الله عني أيضا وأرقد في سريري لسنوات طويلة أتبول خلالها على نفسي وألفظ الحساء المطحون الذي تحاول الممرضة رميه في جوفي كي يبقيني على قيد الحياة عنوة..

أود أن أعترف لك يا سعيد أنني طرقت باب الله الأسبوع الماضي.. 

ارتديت قفطان والدتي البالي وجلست على سجادة الصلاة أناشده كي يرأف بتلك المرأة التي لم تخلف موعدها معه طوال حياتها.. 

ناشدته أن يضم روحها ثم يطلقها في ملكوته كي لا تتعذب والدتي أكثر..

لم يرد علي بعد.. لكنني صرت أطرق بابه كل ليلة الآن..

*فدوى مساط مديرة سابقة لقناة الحرة الأمريكية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *