أعلنت قناة “بلقيس” التلفزيونية، التي تملكها وتترأس مجلس إدارتها الناشطة السياسية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، عن توقف بثها وإغلاقها رسميًا، اليوم الجمعة، بعد مسيرة امتدت لعشرة أعوام.

وعزت القناة هذا القرار إلى “ظروف قاهرة وخارجة عن الإرادة”، مشيرةً إلى أنها “ستستمر عبر منصاتها الرقمية إلى أن تعاود البث في ظروف أفضل”.

من الانطلاق في إسطنبول إلى الإغلاق القسري

​انطلقت قناة “بلقيس” من مدينة إسطنبول التركية في 11 مايو 2015. جاء إطلاقها بعد أشهر قليلة من سيطرة جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) على السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، لتكون منبرًا مناهضًا لسلطة الأمر الواقع في اليمن.

وتُعرف توكل كرمان بانتمائها السابق إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، والذي كانت عضوًا في مجلس الشورى الخاص به.

وقد شكلت القناة لسنوات منبرًا إعلاميًا رئيسيًا لتيار الإسلام السياسي في المنطقة.

سجل حافل بالجدل وشكاوى الإرهاب

​لم يمر مسار كرمان الإعلامي والسياسي دون إثارة للجدل، حيث واجهت العديد من الانتقادات والشكاوى الرسمية بسبب مواقفها وتصريحاتها التي وُصفت بأنها “معادية لأوطانها” وتدعم العنف والتحريض.

وسبق لهيئة المرأة العربية أن طالبت بشكل علني بسحب جائزة نوبل للسلام من كرمان. وبررت الهيئة طلبها بـ”تصريحاتها ومواقفها المعادية لوطنها ولجميع الدول العربية”، مشيرةً إلى دعمها العلني لـ “دول وكيانات تدعم الإرهاب والكراهية”.

وربطت الهيئة هذا الموقف بـ “انتماء المدعوة توكل كرمان إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية في كثير من بلدان العالم”.

كما تقدم نادي المحامين بالمغرب بشكاية جنائية رسمية، عبر القنوات الدبلوماسية، إلى النيابة العامة في الجمهورية التركية ضد كرمان، التي تحمل الجنسية التركية أيضًا.

وتضمنت الشكاية تهمًا خطيرة تشمل “التحريض على الإرهاب والعنف والإساءة العلنية إلى رئيس دولة أجنبية”.

وجاء هذا الإجراء بعد نشر كرمان تغريدات على منصة X (تويتر سابقًا) وُصفت بأنها “تحريضية” تدعو إلى “الثورة” و”الانتفاضة” ضد النظام المغربي وتسيء إلى مؤسساته.

​الظروف القاهرة.. نهاية محتومة لمنبر مثير للجدل

​يشكل إعلان قناة “بلقيس” التوقف بـ “ظروف قاهرة” نقطة استفهام حول طبيعة هذه الظروف، خاصةً في ظل الخلفية السياسية والشخصية المثيرة للجدل لمالكتها توكل كرمان.

ويأتي إغلاق القناة ليضع حدًا لـ 10 سنوات من البث لمنبر اتسم خطابه بالحدة في القضايا الإقليمية والمحلية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الأجندة الإعلامية والسياسية للناشطة التي وصفتها بعض الجهات بـ “بومة الشؤم”.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *