أسدل الستار، اليوم الخميس، على مرافعة النيابة العامة في ملف تاجر المخدرات الدولي الحاج أحمد بن إبراهيم، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، والذي يتابع فيه عدد من المتهمين في حالة اعتقال، من بينهم رجل الأعمال سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي وعضو مجلس عمالات الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق.
وينتظر أن تواصل المحكمة النظر في القضية خلال الجلسة المقبلة بانطلاق مرافعات الدفاع.
وفي هذا السياق، قدم المحامي مبارك المسكيني، عضو هيئة دفاع سعيد الناصري، مجموعة من المعطيات التي اعتبرها “أساسية” لفهم مسار الملف.
وذكر أن الوكيل العام بدل مجهودا كبيرا في هذا الملف، إذ أنه رافع في الجلسة السابقة وأتم مرافعته اليوم، وذلك من أجل استجماع الحجج التي يراها، من وجهة نظره، أنها مثبتة للمتابعة التي حررها قاضي التحقيق.
وأشار إلى أن “المتابعة لم يحررها الوكيل العام، بل سطرت من قبل قاضي التحقيق. والوكيل العام كان عليه مجهود كبير ليعالج كل ما لم يعالج في مرحلة التحقيق”.
وبالخوض في تفاصيل الملف، أفاد المسكيني أن معطيات مؤكدة، وردت على لسان أكثر من شخص، خاصة من زملاء المهنة في وجدة، تشير إلى أن الحاج أحمد بن إبراهيم ليس مالياً كما سبق تداوله، بل يحمل الجنسية الجزائرية.
وأضاف المحامي أن المعني بالأمر، الذي كان وراء تفجير الملف، والذي قيل إنه تقدم كشخص مطالب بالحق المدني وصرح بأنه خسر “الملايير”، “اختفى عن الأنظار بشكل مفاجئ”.
وطرح المسكيني تساؤلات عدة حول خلفيات هذا الغياب قائلا “هل اختفى بسبب الندم على ما قاله؟ أم نتيجة تأنيب ضمير؟ أم لأنه لم يستطع إثبات أقواله بعد أن تراجع حتى الأشخاص الذين كان يعتمد عليهم عن أقوالهم؟ أم أنه تمرد على جهة ما دفعته إلى هذا الموقف، واليوم لما لم يتحقق له ما كان يريد أصبح له موقف ثان”.
وأضاف، في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، “من غير المستساغ أن وضعا كهذا لا يحضره صاحبه ليدافع عن نفسه.
لذلك يضيف المحامي، أعتقد أن هذا الشخص الذين كان من المفروض أن يكون في إضراب عن الطعام بالسجن من أجل إيصال صوته، لم تكن له الجرأة حتى على الحضور للمطالبة بحقوقه المدنية”.
وشدد المحامي المسكيني على أن هذا الشخص “ظل متقلب المواقف منذ اليوم الأول”، ليزيد مفسرا “أقول اليوم احتمالات كثيرة، وقراءتنا لهذا الموقف قراءات كثيرة، وأعتقد أن أبسطها هو أن هذا الرجل اتخذ موقفا آخرا.
وأنه لو حضر أمام المحكمة كان سيكون له موقف آخر. لأن هذا الرجل متذبذب كثير المواقف.. من نهار اليوم لي بدينا معاه لم يستقر على قرار. كما هو حاله في ملفات أخرى، والتي بدورها لم يستقر فيها على قرار”.
وختم دفاع الناصيري تصريحه بالقول بأن “هذا الشخص كان يمارس الابتزاز”، ليزيد مفسرا “قلناها من الأول، كيف يمكن أن يأخذ بهذه التصريحات بعد أن حكم عليه بعشر سنوات سجنا. ومحاضره تقول بأن جميع ما قاله في هذا الملف تخالف ما قاله في ملفه”.
يذكر أن بارون مخدرات الملقب، بـ”المالي”، اعتقل في المغرب العام 2019 وحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذاً.
عادل الشاوي / Le12.ma
