تتجه أنظار جماهير الكرة العربية بشغف بالغ نحو قمة نصف نهائي كأس العرب “قطر 2025” التي تُقام مساء اليوم الاثنين، حيث يشتعل الصراع الكروي بين المنتخب السعودي ونظيره الأردني على أرض ملعب البيت.
هذه الموقعة الحاسمة لا تقل أهمية عن النهائي، وتمثل صداماً بين فلسفتين تدريبيتين متناقضتين؛ تتمثل الأولى في الثقة المطلقة التي يغرسها الفرنسي هيرفي رينارد في صفوف “الأخضر”، بينما تقود الثانية الإصرار والتحدي الذي يميز خطة المغربي جمال سلامي في صفوف “النشامى”.
وقد بعث المدرب الفرنسي هيرفي رينارد صباح أمس في المؤتمر الصحفي برسالة حاسمة ومزدوجة: فمن الناحية الفنية، أكد على منح الأولوية للراحة والتعافي لضمان الجاهزية القصوى، مشدداً على أن فريقه لا يعرف الخوف على الإطلاق: “لا شيء يُخيفنا في كرة القدم. نذهب إلى الملعب بكامل الثقة”. أما من الناحية المعنوية، فقد وضع رينارد الهدف الأسمى أمام لاعبيه وهو “رد الدين” للجماهير السعودية الوفية، مؤكد “مسؤوليتنا أن نرد لهم هذا الجميل بالوصول إلى النهائي”.
وعلى الرغم من ضراوة التنافس، لم يفت رينارد الإشارة إلى علاقته الودية بمدرب الأردن، جمال سلامي، واصفاً إياه بـ “الصديق المقرب”، في لفتة تؤكد الروح الرياضية، كما أبدى تعاطفه مع إصابة النجم الأردني يزن النعيمات.
من جانبه ، يواجه المدرب المغربي جمال سلامي تحدياً مضاعفاً، يتمثل في قيادة الفريق نحو النهائي وسط غيابات مؤثرة، لكنه أظهر تصميماً كبيراً على المضي قدماً.
واعترف سلامي بصعوبة المهمة أمام المنتخب السعودي “الخصم القوي”، إلا أنه أكد أن الغيابات لن تكسر عزيمة “النشامى”، حيث قال بوضوح: “سندافع عن حظوظنا لبلوغ نهائي كأس العرب رغم الغيابات”، معولاً على قوة التماسك الجماعي لتعويض أي نقص.
وهكذا، يراهن المنتخب الأردني على الصلابة التكتيكية والإصرار المعهود لعرقلة اندفاع المنتخب السعودي، الذي يسعى بدوره لتأكيد هيمنته الإقليمية.
ومع كل هذه التصريحات النارية والودية التي سبقت اللقاء، فإن المشهد بات جاهزاً لليلة كروية لا تقبل أنصاف الحلول، حيث الكلمة الأخيرة ستكون من نصيب الفريق الأكثر تركيزاً وإصراراً على حسم بطاقة العبور الثمينة.
* رشيد زرقي
