يُعيد الأداء المخيّب للآمال للبعثة المغربية في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو 2025 إلى الأذهان سنوات الجفاف التي مرت بها “أم الألعاب” المغربية، فبين إخفاقات متتالية وخروج محبط لأبرز العدائين، كان بصيص الأمل الوحيد هو نجم سباقات الموانع، سفيان البقالي.
إ. لكبيش / Le12.ma
شهدت المشاركة المغربية في بطولة العالم لألعاب القوى، التي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو، بداية متعثرة ومخيبة للآمال، أعادت إلى الأذهان سنوات الجفاف التي مرت بها رياضة “أم الألعاب” المغربية.
فبين إخفاقات متتالية وخروج محبط لأبرز العدائين، بدا أن الوفد المغربي يسير في طريق النتائج السلبية، لولا بصيص الأمل الذي حمله نجم السباقات الموانع، سفيان البقالي.
خيبات متتالية في الماراثون
لم تكن انطلاقة “أسود الأطلس” في مونديال طوكيو على قدر التطلعات، حيث كانت أولى الصدمات من نصيب سباق الماراثون النسوي.
فشلت البطلتان كوثر فراكوسي وفاطمة الزهراء كردادي، صاحبة برونزية مونديال بودابست 2023، في إتمام السباق، ما شكل ضربة قاسية لآمال التتويج، خاصة بعد الإنجاز التاريخي لكردادي في النسخة الماضية.
ولم تتمكن رحمة الطاهري من تحقيق نتيجة أفضل، حيث حلت في مركز متأخر، لتؤكد أن المسار الطويل لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا أمام العداءات المغربيات.
خروج مبكر من سباق 1500 متر
لم يتمكن العداؤون المغاربة الثلاثة، فؤاد المسعودي، وحفيظ رزقي، وأنس الساعي، من التأهل إلى نصف نهائي سباق 1500 متر في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في طوكيو.
وقد أُقصي العداؤون المغاربة خلال تصفيات اليوم الأحد، بعد أن حققوا مراكز متأخرة في سلاسلهم المختلفة، حيث احتل المسعودي المركز العاشر، فيما جاء رزقي والساعي في المركز السابع.
سفيان البقالي.. بصيص الأمل الوحيد
في خضم هذه النتائج السلبية، كان سفيان البقالي هو الرمز الوحيد للصمود والتفوق.
البطل الأولمبي والعالمي، الذي اعتاد على حمل آمال المغاربة على كتفيه، قدم أداءً احترافيًا، حيث تأهل بثقة إلى نهائي سباق 3000 متر موانع، ليؤكد أنه المرشح الأول للميدالية الذهبية.
وبجانبه، تمكن زميله الشاب صلاح الدين بن يزيد من التأهل هو الآخر للنهائي، ما يعطي بعض الأمل في تحقيق نتيجة جماعية إيجابية.
إلا أن الضغط كبير على البقالي، فمصير المشاركة المغربية في هذا المحفل العالمي يبدو أنه يتوقف بشكل شبه كامل على أدائه.
فهل سيتمكن من تكرار إنجازاته السابقة، وتحقيق الذهبية الثالثة على التوالي، ليخفف من مرارة الإخفاقات الأخرى؟
تساؤلات حول المستقبل
المشاركة المغربية المتعثرة في طوكيو تطرح من جديد العديد من علامات الاستفهام حول وضعية ألعاب القوى الوطنية.
فبعيدًا عن البقالي، الذي يمثل الاستثناء، يظهر أن هناك خللًا في إعداد باقي العدائين.
لماذا لم تتمكن المواهب الصاعدة من تحقيق نتائج أفضل؟ وهل هناك استراتيجية حقيقية لضمان استمرارية التتويجات بعد جيل البقالي؟..
يبقى مونديال طوكيو 2025 فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ففي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بوقفة تأمل وتقييم شامل، تترقب الجماهير المغربية بشغف إطلالة البقالي على مضمار السباق، أملًا في أن يعيد البسمة إلى وجوههم، ويؤكد أن ألعاب القوى المغربية لا تزال قادرة على الإنجاز، حتى في أحلك الظروف.
