متابعة:le12

بداية، لا بد لي أن أهنّئكم، باسمي الخاص فقط، على تشكيل الحكومة بالأسلوب “الكفء” الذي اعترف به الجميع..

لقد قمتم، في رمشة عين، بمسح وزارة اشتغلت فيها أزيد من 30 سنة، قضيت فيها شبابي وسقط فيها شعري. دخلتها شابا، منذ أن كانت في يوم من الأيام في زواج غير مفهوم إلى حد اليوم مع “أم الوزارات”، الداخلية.

في الوزارة المرحومة، عملت مع وزراء من اليمين واليسار بكل جد واجتهاد ولم يسجل علي يوما أن وضعت شهادة طبية.. 32 سنة من العمل قضيتها مع نساء ورجال قدّموا الشيء الكثير للوطن في عدة قضايا وملفات، يعرفها جيدا الإعلاميون قبل المسؤولين..

لن أسرح في سرد الماضي، لأن مضمون رسالتي لك هو واقع اليوم بعد أن أصبحت، مثل زميلاتي وزملائي في العمل، بدون رأس، مثل الديك المذبوح.. مساء يوم الأربعاء 16 أكتوبر تم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة المقلصة، حكومة “الكفاءات”، دون وزارة الاتصال، التي كانت دائما حاضرة في التشكيلة الحكومية.

السيد رئيس الحكومة المحترم،

من حقكم أن تقرروا وتنفذوا ما شئتم وهذه مسؤوليتكم، لكنْ من حقي أنا، كموظف مثل باقي الزملاء، أن أتوصل بالمعلومة التي تهمّ مصيري المهني وتبعدني عن الإشاعات والاحتمالات.. لا أطلب منكم إلا معلومة وهي حقّ مضمون، خاصة بعد أن صادقت الحكومة السابقة على قانون “الحق في المعلومة”. كيف، لي وأنا الموظف، ولست أدري، الحالي أم السابق، في وزارة الاتصال بدون تواصل. وما دفعني إلى كتابة هذه الرسالة المفتوحة هو عجزي عن الجواب عن سؤال طرحته عليّ ابنتي: بابا أين أصبحت تشتغل بعد حذف وزارتكم؟

أين أنا اليوم وأين سأكون غدا؟ وهل أصبح موظفا في وزارة أخرى، أدخلها كما دخلت وزارة الاتصال في زمن الخدمة المدنية قبل أزيد من 30 سنة؟

لست أدري..

سيدي رئيس الحكومة المحترم،

اسمح لي أن أعرض على نظركم الواسع فكرة تسهّل عليكم الأمر.. فكرة تخص أمثالي ممن قضوا ثلاثة عقود ونيف في وزارة اقتنعتم بأنه لا نفع منها ولا من العاملين فيها: لماذا لا تفتحون باب المغادرة الطوعية في وجهي وفي وجه أمثالي؟وعوض أن تبقى الدولة ملزَمة بصرف أجري لما تبقى من عمري الوظيفي بدون حماس ولا فائدة، فالأفضل فتح الباب أمامي لأغادر وستكون الدولة هي الرابح الأول، وهذا ليس حلا جديدا في مؤسسات الدولة وفي القطاع الخاص..

سيدي رئيس الحكومة المحترم،

أقول، بصريح العبارة، لقد أطفأتم، في وفي غيري، شعلة العمل والاشتغال، لهذا اتركنا نذهب بما تبقى لنا من عزة وكرامة.. اتركنا نذهب بدون حفل تكريم ولا توديع.. اتركنا نذهب لنقضي ما تبقى لنا من عمر في مواجهة أمراضنا المزمنة التي ابتلينا بها داخل الإدارة، التي سنودعها بدون تقاعد مريح ولا رخص صيد ولا نقل.. فقط بأجرنا المتواضع، والله وحده كفيل بنا وبمصيرنا، الذي ما زال في حكم المجهول..

مع أصدق السلام وأطيب التحايا.

 موظف بوزاة الاتصال المحذوفة من هيكلة الحكومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *